انعقدت تحت شعار “المنتخب فاعل أساسي في تنزيل مسار التنمية” خمسة ورشات موضوعاتية، في إطار فعاليات المنتدى الجهوي الثاني للمنتخبين الأحرار بجهة درعة تافيلالت، ناقش من خلالها منتخبو الحزب بالجهة بحضور قيادات الحزب ومؤطرين وخبراء، مجموعة من المحاور ذات علاقة بالمنتخب وتدبير الشأن المحلي عموما، حيث كانت فرصة لتقديم مجموعة من التوصيات تهم التواصل والتكوين وإشكالية التمويل والتنمية المحلية.
أبرز عبد الغازي رئيس الفديرالية الوطنية للمنتخبين التجمعيين، أن “المحطة الثانية من المنتدى الجهوي للمنتخبين التجمعيين التي عقدت بجهة درعة تافيلالت من أجل التواصل مع جميع منتخبي الحزب بالأقاليم الخمسة المكونة للجهة عبر أوراش موضوعاتية تضمنت محاور تهم المنتخب والمجالات الجغرافية خاصة بالجماعات الترابية والهدف منها القرب من مشاكل المنتخبين والأقاليم”، وأن “هذه الورشات الموضوعاتية خلصت إلى توصيات سيتم رفعها للمكتب السياسي من أجل البت فيها وهي تتضمن مقترحات حول أوضاع المناطق وكذلك المعيقات التي يواجهها المنتخبون في تدبير الشأن المحلي اليومي”، وأن “اهتمام الحزب بالمنتخبين بعد المؤتمر الأخير الذي أفرز جسما خاصا كهيئة وطنية للمنتخبين وتنظيم هذا المنتدى جهويا يأتيان من أجل مأسسة الحوار تشاركي بين قيادة الحزب و المنتخبين وتسليط الضوء على جميع الإشكاليات المرتبطة بالمجالات الترابية وإمكانيات الجماعات المحلية”.
وقال سعيد شباعتو، القيادي والمنسق الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بـجهة درعة تافيلالت، أن “تنظيم المنتدى الجهوي في محطته الثانية بجهة درعة تافيلالت مبادرة مهمة وهي فكرة جاءت بفضل وإصرار رئيس الحزب عزيز أخنوش من أجل التواصل مع المنتخبين”، مضيفا أن وأضاف شباعتو، أن “عزيز أخنوش يهتم بالشأن الوطني والمحلي رغم الصعوبات ونثق فيه كرئيس للحكومة وفي مصداقيته” مشدد على أن خنوش “يتوفر على دراسات واقتراحات لعدد من القضايا التي تشغل بال المغاربة جميعا وبدون إستثناء، لكن لا يمكن حل جميع الإشكاليات في يوم واحد لذلك الأمر يحتاج بعض الوقت”.
أكد يوسف شيري النائب البرلماني عن الحزب بدائرة وارزازات، في تصريح بهذا الصدد “أن المنتديات الجهوية التي ينظمها الحزب تؤكد على عزيز أخنوش رئيس الحزب ومع المناضلون ماضون في سياستهم المبنية على سياسة القرب وسياسة التواصل مع لساكنة والمنتخبين ويؤكد على أن المنتخب له دور كبير في إنجاح مسار التنمية”، وأن “مسار التنمية بدأ مع هذه الحكومة التي يرأسها عزيز أخنوش والذي هو ماضٍ بكل إصرار والخطوات الثابتة في الإصلاح”، مشددا على حزب الأحرار “ليس دكانا سياسيا وليس حزبا موسميا بل هو حزب يتواصل بشكل دائم مع المنتخبين الذي يعتبره حلقة وصلة بينه وبين الساكنة”، وأكد شيري على أن “المنتدى الجهوي وباقي المنتديات الخاصة بالمنتخبين ستساهم في تطوير أداء ممثلي الحزب في المجالس الجهوية والمحلية وستؤهل المنتخب في القدرة على تحمل المسؤولية اليوم وغدا”.
وتطرق المشاركون في مداخلاتهم في الورشة الأولى إلى موضوع “التنمية الترابية وإشكالية التمويل”، وأكدوا على أهمية الاستقلال المالي للجماعات الترابية والحد من تعرض ماليتها لمجموعة من المعيقات، كما قدموا مجموعة من التوصيات أهمها مواكبة الجماعات في مجال الجبايات المحلية، وتمكينها من قروض شرفيةّ، وتميكن النخب السياسية من التكوين المستمر، مؤكدين على أن التكوين هو أساس تطور أي منتخب.
وأكد المتدخلون على ضرورة إبتكار وتنويع مصادر التمويل، ذلك لضمان الديمومة، والحرص على تنفيذ البرامج التنموية.
وشددوا على إعادة النظر في الاستفادة من البرامج الحكومية، وتسريع مسطرة عقد الشراكات، ومراجعة تبويب ميزانيات الجماعة، إضافة إلى توسيع الوعاء الضريبي وتبسيط رخص البناء بالعالم القروي، وإعادة النظر في بعض الرحلات الجوية من حيث الجودة والتوقيت، وخلق مناطق سياحية ومناطق صناعية بالجهة، وتنويع العرض الفندقي بالجهة.
وقارب المشاركين في الورشة الثانية موضوع “البرامج التنموية وإشكالية الالتقائية”، وقدّم المتدخلون مجموعة من التوصيات من بينها ضرورة التكامل بين المنتخب مع السلطة، وإلتقائية البرامج التنموية، وتسريع وتنزيل مختلف الاتفاقيات على أرض الواقع، مع تقوية القدرات التواصلية للمنتخبين، ثم تعزيز أدوار المنتخبين، وتفعيل الميثاق التعاقدي مع الساكنة في أفق 2026 وتعزيز الشراكات مع القطاعات الحكومية.
ودعا المشاركون خلال ورشة “القوانين التنظيمية: إكراهات التنزيل”، إلى ضرورة إعادة النظر في القوانين التي تهم قطاع السكن والتعمير، وتبسيط المساطر، وتقريب الإدارة من المواطن، كما قدموا توصيات أخرى تهم بالأساس ضرورة الاهتمام بالبنيات التحتية على المستوى المراكز والاهتمام بالعالم القروي بالجهة، وضرورة تعميق النقاش في القوانين التنظيمية الخاصة بالجماعات الترابية، وتكوين المنتخبات والمنتخبين، ومواصلة بناس السدود والاهتمام بقطاعات الثقافة والرياضة بالجهة.
وقارب المشاركون في الورشة الرابعة موضوع “المنتخب: أي هندسة للتكوين”، وأكدوا في توصياتهم التي قدموها في مداخلاتهم على الأهمية الكبرى لكل من تكوين المنتخبين بشكل مستمر، وأيضا التواصل الحزبي المكثف، مبرزين في هذا الصدد ضرورة وضع استراتيجية حقيقية للتكوين والتواصل، مشيرين في هذا الإطار إلى الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه الفيدرالية الوطنية للمنتخبين الأحرار. ودعوا كذلك إلى تبادل الخبرات على مستوى الحزب والمنتخبين، ثم دعم الجهة حتى تكون في نفس المستوى مع باقي الجهات، والاهتمام بقطاع الصحة ومواصلة تنزيل برامج مواجهة ندرة التساقطات، والاهتمام بالواحات وتثمين المنتوجات المجالية.
وشهدت الورشة الخامسة موضوع “المنتخب والتواصل الحزبي والسياسي” تقديم مجموعة من الخلاصات والتوصيات، حيث أكد المتدخلون على أهمية التواصل في إطار الحزب مع مختلف هياكل وتمثيليات الحزب أفقيا وعموديا، وتنظيم لقاءات تواصلية بشكل مستمر، ثم أهمية التواصل مع برلمانيي الحزب، كما دعوا إلى إحداث خلية مركزية للتنسيق والتواصل، وتتبع الملفات التنموية التي يقدمها المنتخبون، مع تشجيع التواصل عن بعد، ومأسسته داخل الأنظمة القانونية.