وجدة رغم مختلف الانتقادات…نحبها
رغم انعدام صيانة المنشآت من ساحات ومآثر ونافورات واعمدة كهربائية حزينة واصفرار او انعدام الفضاءات الخضراء و جمالية البنايات على غرار عاصمة الانوار الرباط ،والتباكي على عدم وجود المعامل وفرص الاستثمار ،فإن لوجدة تاريخ حافل يَعِد لا محالة بمستقبل مشرق ، ان توفر ابناء المدينة ورجالاتها و القائمين على شأنها سواء تعلق الامر بالمنتخبين او المعينين او الاعيان بارادة فولاذية من اجل تغيير ما هو كائن الى ما ينبغي ان يكون
في انتصار للمصلحة العامة ونبذ الركض وراء المصالح الخاصة على حساب المدينة
ولعل النبذة التاريخية تجعل الجيل الصاعد يستشعر نبل الرسالة من اجل دق ناقوس الخطر والتصدي لكل من لا يهتم الا بقضاء مصالحه الخاصة والاغتناء الفاحش وعدم الاكتراث بتاتا بمصلحة المدينة واشعاعها ورونقها والتحلي بضمير مسؤول يسائل كل من تحمل مسوولية بها .
نبذة عنها تذكر الجيل الصاعد بحقبها الذهبية عبر العقود والاجيال ، اذ بمدينة وجدة تم بناء المحكمة الابتدائية سنة 1913 و كانت الرائدة في قضاء التحفيظ العقاري.. وان بول ديكرو استاذ القانون العقار ي بجامعة محمد الخامس بدأ قاضيا للتحفيط بهذه المحكمة وان ثلة من خيرة قضاة المحاكم الادارية بدؤوا من وجدة .
عرفت كذلك ثاني محافظة عقارية بالمغرب بعد محافظة الدار البيضاء و كانت الرباط انذاك تابعة لمحافظة الدار البيضاء بينما سكان فاس و تازة كانو يحفظون املاكهم بمدينة وجدة مدينة.
وجدة عرفت اول محكمة عصرية بالمملكة سنة 1913 وان فقهاء القانون منهم د موسى عبود ،الذي كان يدرس القانون الاجتماعي وغيره كانوا يفدون على محاكم وجدة من اجل الاطلاع على ترسانة قانون الشغل منذ عهدPaul Lancre الذي كتب مؤلفات حول législation marocaine du travail والذي كان يتوفر عليها المرحوم محمد عدلي الوكيل العام السابق بوجدة رحمه الله
وجدة المدينة الألفية عاصمة المغرب الشرقي واجهة محورية للمملكة وبوابة أوروبا و افريقيا ،تصدت لمختلف اشكال الاستعمار وللمد العثماني الذي توقف في تلمسان ، لها تاريخ حافل بالامجاد ، أمجاد تمثلت في ثورة 16 غشت 1953 ، ومساعدة جنود جيش التحرير الجزائري الى ان حصلت الجزائر على استقلالها سنة 1962
, لها موروث ثقافي وحضاري ومعماري مميز بحكم تفاعل وتمازج الحضارات والثقافات والفن المعماري ، عرفت اول محكمة عصرية بالمغرب و اول محطة قطار،ونقابة المحامين التي عرفت نقباء فرنسيين وجزائريين ويهود و مغاربة، عرفت محاكمها قضاة وثلة من المسؤولين القضائين مشهود لهم بالكفاءة العالية سواء تعلق الامر بالمحاكم العادية او المتخصصة ولا زال قضاتها يبذلون مجهوذات جبارة من اجل رفع مستوى الاحكام في ظل المحاكمة العادلة واحترام القانون.
كما ان هيئة الدفاع عرفت اصحاب بذلة سوداء شرفوا مهنتهم، ورغم كونهم لا يتبجحون غالبا بدرجات العلم والمعرفة الا ان إنتاجاتهم الفكرية القانونية ومرافعاتهم ومذكراتهم أسهمت ايما إسهام في تجويد الاحكام وتقديم مقترحات في التشريع.
جامعة محمد الاول تضم اساتذة لامعين من مختلف الكليات بل لبعضهم شهرة على الصعيد الدولي وتساهم في دعم الانشطة الفكرية الثقافية الرياضية وقد احتلت جامعة محمد الأول بوجدة المركز الثاني على المستوى الوطني في التصنيف السنوي، لسنة 2021-2022، لأفضل جامعات العالم الصادر عن “مركز تصنيف الجامعات العالمية” كما ان جامعة محمد الأول بوجدة احتلت المرتبة الأولى في الفيزياء لسنة 2021
ويستمر الباحثون في الفيزياء في القيام بمختلف الانشطة العلمية بشراكة مع علماء اجانب من اجل اشعاع الجامعة والجهة والوطن في هذا المجال.
عرفت المدينة ثانويات عتيدة منذ عهد الاستعمار ، ثانويات احتضنت أقطابا واقطابا ورجالات دولة من مختلف الجنسيات كثانوية عمر بن عبد العزيز وثانوية عبد المؤمن ،
تميزت منذ فجر الاستقلال بفريق ذهبي هو المولودية الوجدية التي تعتبر شاهدة على عصر ذهبي ولا زالت محتفظة ببريقها ،
آزرت الثورة الجزائرية التي ردت الجميل بستار حديدي شل المبادلات التجارية ،لكن لا يهم عاصمة الشرق هذا الجفاء بقدر ما يعتبر سكانها حراس الحدود وتهمهم سيادة الوطن ووحدته والتمسك بثوابته ،
عرفت قفزة نوعية منذ الخطاب التاريخي لصاحب الجلالة بتاريخ مارس 2003 اذ انطلقت الاوراش الكبرى منها الطريق السيار وكلية الطب والمدارس العليا والمحطة السياحية والمدارات الطرقية والمراكز التجارية الكبرى ومختلف المنشآت والإنجازات ،
مخطئ من يظن انها لا زالت تعتبر منطقة تأديب او جهة مهمشة مقصية ولئن كان الاستثمار ناقصا فان سعي ساكنتها و ممثليهاالذين لا يكفون عن المطالبة بتحفيزات ضريبية وبرامج بديلة من اجل سد ذريعة الحدود المغلقة سيؤدي لا محالة الى تحقيق نتائج تنموية ، كما ان الصحوة الجماعية وإيقاظ الضمائر من شأنه مواجهة المشاكل التي تعاني منها على رأسها تشجيع الاستثمار وإيجاد فرص الشغل من اجل امتصاص البطالة ، علما ان هذه الإشكاليات لا تعتبر منقصة للمدينة الألفية التي لم يخفت وهجها عبر العصور والأجيال ولا تؤثر اطلاقا على موروثها الثقافي الحضاري ،ومن كون محاكمها الصادرة عنها مختلف الاجتهادات منذ عهد الاستعمار بحكم تواجد الشركات المنجمية وغيرها شاهدة على العصر ، ومن جمعياتها وعدد أدبائها وشعرائهاوفرقها المسرحية وفنانيها التشكيليين و الموسيقيين.
لما يتم الحديث عن وجدة مدينة المقام والمقام ، فان الامر يتعلق بمدينة الفية غنية بمواردها البشرية وكفاءاتها وتاريخها اللامع ومستقبلها الواعد وبالتالي غنية عن التعريف لذلك هي امانة في عنق الجيل الصاعد من السلف الى الخلف.
قد يتغير المسؤولون ، و ينتفض الناخب ضد المنتخب ، و يدرك الجميع ان المناصب امانة ، وان صحوة الضمير ضمانة ، وتستعيد المدينة رونقها وامجادها !.