بقلم/ سليم الهواري
أفاد بيان للمديرية العامة للأمن الوطني بالجزائر أمس الأحد، بأن التحقيق الأولي لواقعة قتل أربعة من موظفيها صبيحة يوم الاحد 30 ابريل، بدائرة أم العظائم في ولاية سوق أهراس شمال شرق البلاد أفضى إلى “وجود مؤشرات مادية بأن الأمر يتعلق بجريمة قتل عمدي”. ولا زالت الأبحاث- حسب البيان- قائمة حول الجهة التي تقف وراء هذا الحادث المأساوي الذي ذهب ضحيته رجال من الامن…
وتزامنا مع هذا الحادث المميت، اقدمت عناصر مجهولة، فجر يوم السبت 29 ابريل، بإضرام النار بمسجد موسى بن نصير ببلدية مزغران بولاية مستغانم، وقال مؤذن المسجد لوسائل اعلام محلية، إن الحادثة وقعت الليلة الماضية ومن حسن الحظ انه تنبه لرائحة الدخان عند قدومه لصلاة الفجر حيث اكتشف لهيب النار عند مدخل المسجد والتي أتت على جزء كبير من الفراش حيث استنجد بالمصلين من أجل إطفاء الحريق، خاصة وأن شرارة الحريق كانت بالقرب من أنبوب الغاز، وخلف هذا الحادث استياء كبيرا لدى سكان المنطقة أين تجمهروا منذ الصباح أمام المسجد في محاولة لمعرفة أسباب الحادث…
وفي موضوع ذي صلة، تعرض إمام مسجد بقسنطينة (شرق) لاعتداء أثناء أداء صلاة الترويح وذلك حين “اخترق شخص صفوف المصلين ليقوم بدفعه مسقطا إياه أرضا”، وفق ما نقلته مواقع محلية، كما تعرض إمام مسجد بمدينة مغنية، غرب الجزائر، للطعن بخنجر، الأحد 23 ابريل، وهو الحادث الذي خلف موجة من ردود الفعل الغاضبة والمنددة خصوصا أنه جاء بعد أيام قليلة على تعرض إمام آخر لاعتداء شرق البلاد.
وسبق وان اهتزت الجزائر قبل مدة، على وقع جريمة قتل راح ضحيتها إمام (دائرة عين لحمام) بتيزي وزو “تعرض لعملية القتل أثناء إمامته عصرا للمصلين، وتفاعل العديد من مستخدمي المنصات الاجتماعية بمن فيهم أئمة مع الحادث، وتساءل أحدهم “إلى متى تبقى هذه الأحداث الغريبة على مجتمعنا تتكرر؟ ومتى ستضرب الدولة بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على الأئمة؟”.
وفي ظل تنامي الاعتداءات وبروز تيارات ايديولوجية دخيلة، أفادت مصادر، تسجيل ارتفاع منسوب التطرف من قبل بعض نشطاء هذا التيار، مثل ما حصل في البريد المركزي، حين أقدم شباب ممن يسمون أنفسهم بشباب الصحوة على التدخل والاعتراض على نشاط فني شعبي، كانت تنظمه السلطات المحلية وسط العاصمة الجزائرية بحجة أنه يتعارض مع شهر رمضان.. وكذا القيام بحملات أخرى منها تحجيب الفتيات والطالبات في الجامعة، قادها تنظيم طلابي محسوب على حركة “مجتمع السلم” (الاتحاد الطلابي الحر).
ويبقى التساؤل قائما حول من يقف وراء تصاعد هذه الأفعال الاجرامية، الممنهجة والمقصودة، وهل لها ارتباط بما صرح به سفاح “العشرية السوداء” سعيد شنقريحة، عشية عيد الفطر الأخير، بإطلاق تصريحات مثيرة حول عودة من وصفهم بالأصوليين والمتطرفين، وبروز ما اعتبرها مظاهر التشدد، من دون أن يحدد هذه الأطراف…علما – حسب العارفين بخبايا أمور عصابة السوء – أن “عودة الحديث عن أزمة التسعينيات في سياق سياسي راهن، يؤكد أن سلطة العسكر، تحاول استخدام هذه الأزمة مجدداً لتخويف الجزائريين بالحاجة إلى وجودها كسلطة مناوئة للمد الإسلاموي، وهو تخويف استخدمته قبيل وخلال اندلاع الحراك الشعبي عام 2019…