تشهد جزيرة جربة التونسية حالياً موسم الحجّ السنوي لليهود إلى الكنيس الموجود هناك، وسط إجراءات أمنية مشددة.
قُتل ضابطا أمن من الشرطة التونسية وشخصان آخران وأصيب تسعة آخرون أثناء محاولة حارس أمن مسلّح الوصول إلى كنيس يهودي في جزيرة جربة قبالة الساحل التونسي.
وأعلنت وزارة الداخلية إن حارسا في مركز بحري قريب قتل بالرصاص زميلاً له قبل أن يتجه نحو الكنيس ويفتح النار بشكل عشوائي، مما أسفر عن إصابة خمسة من ضباط الأمن وأربعة زوار. وأفادت الوزراة أن الحارس قُتل أثناء تبادل لإطلاق النار مع الشرطة التونسية. وأضافت أن أحد القتيلين فرنسي والآخر تونسي.
وأظهر مقطع فيديو نشر على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصاً خائفين يقفون في فناء بينما سمع دوي طلق ناري. وقال سكان الجزيرة إنهم سمعوا تبادلا لإطلاق النار.
وكان هذا الكنيس وهو الأقدم في إفريقيا، قد استُهدف بالفعل بهجوم انتحاري بشاحنة مفخخة أسفر عن مقتل 21 شخصًا في عام 2002.
ووقع الهجوم على مرحلتين، بحسب بيان صحفي صادر عن وزارة الداخلية، حيث قام الدركي الذي نفذ الهجوم أولاً بإطلاق النار وقتل أحد زملائه واستولى على ذخيرته.ثم توجه إلى أطراف الكنيس حيث أطلق النار على عناصر حراسة أمن المكان قبل أن يطلقوا النار عليه.
وقالت وزارة الخارجية التونسية في بيان أن القتيلين هما “تونسي يبلغ من العمر 30 عاما وفرنسي يبلغ من العمر 42 عاما” ، دون تقديم مزيد من التفاصيل عن هويتهما.
وأعلنت السفارة الفرنسية في تونس في أعقاب الهجوم، أنها فتحت “وحدة أزمات” وأنشأت رقم طوارئ.
واستنكرت “الولايات المتحدة الهجوم الذي وقع في تونس والذي يتزامن مع موسم الحج اليهودي السنوي الذي يجتذب المصلين من جميع أنحاء العالم إلى كنيس غريبة، وعبرت عن تعازيها للشعب التونسي وأثنت على التحرك السريع لقوات الأمن التونسية” ، حسب ما نشره على تويتر ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية.
جاء الهجوم في الوقت الذي شارك فيه المئات من المصلين في مناسك الحج اليهودية السنوية التي كانت على وشك الانتهاء مساء الثلاثاء في الكنيس. وقالت وزارة الداخلية أن قوات الأمن “طوقت الكنيس وقامت بتأمين كل من بداخله ومن حوله”. واضافت الوزارة ان “التحقيقات مستمرة لتوضيح دوافع هذا الهجوم الجبان “، وامتنعت في هذه المرحلة عن ذكر هجوم إرهابي.
وبحسب وزارة الداخلية، فقد تم فصل الجاني بسبب تعاطفه مع المتطرفين.
وشهدت تونس بعد ثورة الربيع العربي ارتفاعًا في الجماعات الدينية المتطرفة، لكن السلطات تدعي أنها أحرزت تقدمًا كبيرًا في الحرب ضد الإرهاب في السنوات الأخيرة.
يأتي هذا الهجوم في وقت تسجل فيه السياحة انتعاشًا قويًا بعد تباطؤ حاد خلال وباء كوفيد -19 ، في تونس التي اتسمت بعدم الاستقرار السياسي وأزمة مالية واقتصادية واجتماعية خطيرة.