ترأس وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، ندوة رفيعة المستوى يوم الأربعاء 3 ماي 2023 حول موضوع السيادة الغذائية المستدامة، وذلك على هامش الدورة 15 من الملتقى الدولي للفلاحة بالمغرب. وشارك في هذه الندوة العديد من الشخصيات السياسية رفيعة المستوى وصناع القرار والخبراء والمهنيين الوطنيين والدوليين في القطاع.
شكلت الندوة رفيعة المستوى فرصة لمناقشة قضية السيادة الغذائية في سياق عالمي متعدد الأزمات ولتسليط الضوء على المكتسبات التي حققها مخطط المغرب الأخضر، والتحديات التي تعتزم استراتيجية “الجيل الأخضر” رفعها في هذا المجال.
وأعقب افتتاح الندوة جلسة وزارية تدخل خلالها وزراء من عدد من الدول متبوعة بأربع جلسات رفيعة المستوى نشطها مسؤولون وخبراء وطنيون ودوليون؛ قاموا خلالها باستعراض المكتسبات التي حققها مخطط المغرب الأخضر في مجال الأمن الغذائي وتوفير رافعات تحويلية تساهم في عصرنة قطاع الفلاحة واستدامته، إلى جانب تقديم الاستراتيجية الفلاحية “الجيل الأخضر 2020-2030″، والتي تسعى إلى تحصين السيادة الغذائية للمغرب.
وتستند استراتيجية “الجيل الأخضر”، التي أعطى انطلاقتها جلالة الملك في عام 2020، على مكتسبات مخطط المغرب الأخضر، وتثمن خلاصاته الأساسية، كما تطوّر مقارباته وتتصدى للتحديات الجديدة.
تعتبر الفلاحة في المغرب قطاعا حيويا في النمو الاقتصادي المندمج. كما حققت البلاد قفزات كبيرة في مجال الأمن الغذائي، ما يجعلها اليوم تصنف في صدارة دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من حيث المعدل العام لتغطية الحاجيات الغذائية الوطنية، والتي تتمثل في 65 في المائة في مجال الحبوب، و47 في المائة في مجال السكر، و99 في المائة في مجالات الحليب واللحوم الحمراء والبيضاء، و100 في المائة في مجال الخضر والفواكه.
وإذا كانت الإنجازات المسجلة منذ 2008 في مستوى الأهداف المسطرة، ومكنت النتائج المحققة من تحسين كبير في أداء القطاع الفلاحي، على المستويين الاقتصادي والاجتماعي؛ فإن التحديات الجديدة تعتبر أكبر وأكثر تعقيدا.
لقد تسببت التطورات التي عرفها السياقان الوطني والدولي في ظهور تحديات جديدة تتطلب إطلاق دينامية جديدة تحافظ على المكتسبات وتفتح القطاع على آفاق المستقبل، وهو بالضبط ما تسعى إلى تحقيقه الاستراتيجية الجديدة “الجيل الأخضر” التي تجمع بين تثمين المكتسبات والارتكاز على مجموعة من الأسس هي: أساس أول يعطي الأولوية للعنصر البشري ويضعه في قلب المعادلة من خلال المساهمة في بروز أجيال جديدة من الطبقة المتوسطة الفلاحية، والمقاولين الشباب في مجال الفلاحة، وتنظيم المهنيين المشتغلين في المجال الفلاحي وتمكينهم من ميكانيزمات جديدة للمواكبة تعتمد التقنيات التكنولوجية الجديدة. أما الأساس الثاني فيتمحور حول استدامة التنمية الفلاحية، من خلال توحيد السلاسل الفلاحية، وتطوير سلاسل الإنتاج والتوزيع العصري والفعال، ونشر ثقافة الجودة، والعمل على تطوير التكنولوجيا الخضراء، واعتماد فلاحة مرنة وفعالة بيئيا.
طرحت كل هذه التحديات والرهانات للنقاش خلال الندوة، إلى جانب نقاشات تمحور حول خمسة محاور كبرى هي: تحوّل الأنظمة الغذائية في سياق الأزمة، والسيادة الغذائية في سياق ندرة المياه، ومرونة واستدامة أنظمة الإنتاج ودور التطور العلمي والتكنولوجي في سياق التغيرات المناخية الحادة، ومحور تعزيز سلاسل القيمة الفلاحية وتثمين وعصرنة قنوات التوزيع، ومحور التعاون جنوب-جنوب في إطار السيادة الغذائية المستدامة.
نُظمت الندوة في جلسة وزارية افتتاحية تلتها أربع جلسات. تم تقديم كل جلسة من خلال مؤتمر موضوعاتي.