دوافع المصالحة السعودية الإيرانية الان..وما هو دور التنين الصيني في الشرق الأوسط؟
نقلت وسائل الإعلام العالمية في الأسابيع الأخيرة عن إمكانية انعقاد جولة جديدة من المفاوضات بين السعودية وإيران، فيما تم الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أعطى إشارات إيجابية بشأن هذا الموضوع. فهل نحن أمام مصالحة جديدة بين البلدين؟ وما يفعل التنين الصيني في الشرق الأوسط؟
لماذا الآن؟
يأتي التحليل الأساسي لمناقشة إمكانية مصالحة بين السعودية وإيران من الرغبات الاستراتيجية لكل بلد، ومن التطورات الإقليمية والدولية التي تؤثر على علاقاتهما. ويمكن تفسير هذا التحرك المحتمل على النحو التالي:
الرغبة في إعادة تنظيم الشرق الأوسط بعد الأزمات الدائرة في المنطقة، وخاصة بعد سنوات من الصراع السعودي-الإيراني المستمر.
تغير السياسات الأمريكية تجاه الشرق الأوسط بعد تولي الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الحكم، وذلك بعد سنوات من السياسات التي تصدرتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة دونالد ترامب.
الرغبة في تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين، حيث يمكن للسعودية توفير الطاقة لإيران، وهذا يعد عاملاً مهمًا في إعادة بناء العلاقات بين البلدين.
ماذا يفعل التنين الصيني في الشرق الأوسط؟
تسعى الصين إلى تعزيز دورها وتوسع تواجدها في الشرق الأوسط، وذلك بعد سنوات من السياسات الأمريكية المستبدلة التي كانت تمارسها الولايات المتحدة في المنطقة. وتشتمل استراتيجية الصين في الشرق الأوسط على:
التعاون الاقتصادي والتجاري في المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالنفط والغاز.
تعزيز الدور الدبلوماسي والسياسي في المنطقة، وذلك من خلال تعزيز العلاقات الثنائية مع الدول العربية وتحسين العلاقات مع إيران.
إقامة قاعدة بحرية في البحر الأحمر، وذلك لتوفير الأمن لمصالح الصين في المنطقة، بما في ذلك طرق التجارة الحيوية.
تطوير العلاقات العسكرية مع الدول العربية، بما في ذلك بناء القواعد العسكرية وتقديم التدريب العسكري.
ومن المتوقع أن تتركز المصالح الصينية في المنطقة على الاستثمارات الضخمة في مشاريع البنية التحتية والطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والطاقة النووية والطاقة البحرية.
في النهاية، يتضح أن العلاقات السعودية الإيرانية قد تشهد تبادلات إيجابية في الفترة المقبلة، وذلك بعد سنوات من العلاقات المتوترة. تأتي هذه المصالحة في إطار التطورات الدولية في الشرق الأوسط والتغيرات في السياسات الأمريكية. ومن المتوقع أن يشكل الصين دورًا أساسيًا في تشجيع الحوار بين البلدين وتعزيز التعاون معهما، وذلك في إطار استراتيجيتها الشاملة في المنطقة.