الحدث الافريقي- سر الختم احمد الحاج علي-الخرطوم
حسب قراءتي فالجيش بفضل الله كسر ظهر التمرد في جولات محددة و كانت بعض العمليات ذات قيمة عسكرية فارقة و تختلف عن المواجهات اليومية ..
اول جولة كانت النجاج في تدمير منظومة الإتصال و رئاسة قوات الدعم السريع في المبني الشاهق شمال القيادة .. ثم نجاح الضرية الجوية الشاملة و في توقيت واحد و دمرت كل المعسكرات الرئيسية للتمرد ( 11 معسكر ) و حسب تقديري فإن عدد الهلكي في تلك الضربات قارب ال 20000 و نضيف هنا تدمير المقرات الفرعية ( حوالي 80 مقر ) .. و كانت الضربات الجوية محكمة و دقيقة و في توقيتات مناسبة … هنا نرد على بعض الاقوال التى كانت تتساءل لماذا يدمر الجيش المعسكرات و لا يستلمها بالمشاة .. ؟ و اقول ان تكتيك التمسك بالارض ليس من اساسيات حرب المدن إذ أنه يصنع أهدافاً هشة للعدو ليهاجمها و يكسبها و ترتفع معنوياته و تركها كان فخاً إذ سرعان ما تعود تلك المجموعات التى نجت من الضربة السابقة سرعان ما تعود لمعسكراتها و بالتالي تصبح هدفاً سهلاً للطيران خاصة انها تعود منهكة و محبطة …
كان ذكياً جداً ان تفتح منطقة شمال النيل كمنطقة هروب لفلول التمرد و هذا تحدثنا فيه تفصيلاً سابقاً لكن كل الجولات التى كانت هناك كانت جولات مهمة و فارقة لان قوات التمرد كانت كبيرة هناك خاصة ان القوات الهاربة من معسكر سوباً بعد ضربه إتجهت لشرق النيل و ألتقت مع القوة الهاربة من قصر الصداقة الذي تم ضربه في الضربة الاولى للطيران بالتالي كانت اعداهم أكبر و خسائرهم كبيرة …
من اهم مواقع النجاح هو نجاح الجيش في السيطرة المبكرة شبه الكاملة على منطقة ام درمان و كان التدمير الكامل لمعسكر التمرد في كرري و معسكر جبل سركاب كان ذلك حجر زاوية في بسط الجيش سيطرته على كامل منطقة ام درمان ..
في ام درمان كانت هناك موقعة قدم فيها الجيش عدداً كبيراً من الشهداء في منطقة صالحة لكن تمكن من إمتصاص الصدمة و أعاد الهجوم و اكمل مهمته ..
السيطرة على ام درمان كانت عاملاً مهماً في قطع الإمداد للتمرد و هذا كان له اثر نفسي و مادي كبير على قوات التمرد … بعض المحاولات التى إستهدفت سلاح المهندسين كانت محاولات لجس النبض و لم تكن معارك حقيقية لكسب ارض جديدة للتمرد و خلصت القوة المهاجمة أن تترك تلك الساحة …
واحدة من اهم المعارك الفاصلة و الفارقة هي معركة الكدرو التى إستمرت ثلاثة أيام متوالية و بحق كانت حالة بطولية و ذكاء عسكري و تلك المعركة كانت تتويج لحالة الإشتباك المستمر الذي إستمر شهراً كاملاً في مناطق شمبات و السوق المركزي بحري و الحلفاية كامل شارعي المعونة الإنقاذ … تلك المعركة معركة الكدرو و التى إنت مساء الثلاثاء الماضي كانت نهاية لكل القوة المتمردة في منطقة بحري و شرق النيل و معروف ان منطقة بحري هي اكبر منطقة لإنتشار قوة التمرد في الشوارع و قلنا ان ذلك الإمتشار ليس دليل قوة بل دليل ضعف …
طبعاً كانت اهم نقطة فارقة هي قدرة الجيش على إمتصاص الهجوم الاول الذي تم من التمرد داخل القيادة و تمكن الجيش من حصر قوة التمرد في دائرة في دائرة ضيقة داخل حي المطار و تلك الموقعة كانت و لا شك هي الأهم في كل الحرب و التمرد كان يعول على عملية خاطفة صاعقة يستولي فيها على القيادة العامة و قتل القيادات العسكرية في الساعة الاولي …
المهم هذه طبعاً قراءة سريعة لواحدة من أنجح حرب المدن على مر التاريخ و كما قلت سابقاً فإن هذه المعركة ستكون لها قيمة عسكرية اكاديمية عالمية و تاريخية و تدرس تخطيطاً و تنفيذاً سابقة لمعارك التاريخ الفارقة .. قبل إنزال النورماندي و قبل تيان بيان فو و قبل معركة العلمين قبل حرب حرب اكتوبر 73 و قبل ستالين جراد .. هذا قد يبدوا فيه مبالغة لكني أقسم ان معركة الكرامة هذه تتجاوز تلك المواقع كلها و تستحق و جديرة ان يستفيد الدارسون العسكريون منها و جديرون هم قادتها و جنودها أن يحفظ حقهم الادبي إلى يوم الدين ..
وقفة الشعب مع جيشه كانت نقلة عظيمة إذ جاءت تلك الوقفة عقب حملة شيطنة طويلة ضد الجيش لكن الشعب لم يتردد و ساند جيشه فور إطلاق الطلقة الاولى و قد كانت تلك الوقفة وقفة تلقائية لم تنظم من جهة و لا يستطيع احد ان يزعم بانه من وجه الشعب لتأييد الجيش …