من يحمي باطرة تجار الادوية المهربة الخطيرة بسوق الفلاح بوجدة..؟
بقلم/ سليم الهواري
لا حديث في الشارع الوجدي، سوى عن استمرار الفوضى العارمة التي يعرفها سوق الفلاح منذ سنوات عدة بمدينة وجدة، والذي ينشط في المتاجرة وبيع الأدوية المهربة والمزورة، أمام أعين السلطات المحلية ووزارة الصحة ومديرية الجمارك… فبمجرد اقتراب أي مواطن من سوق الفلاح عند بداية شارع علال الفاسي بوجدة، الا ويثير انتباهه نداءات واستفسارات من بعض الشبان المصطفين على جنبات رصيف الشارع، ينادون المواطنين علانية، وفي بعض الأحيان بطريقة مستفزة ” الدوا …الدوا ” واش خصك شي دوا”…. ويا للويل لمن لا يكترث للهمسات والنداءات المتكررة لهؤلاء الشباب…!!
والخطير في الامر- تفيد مصارنا – ان أغلبية الأدوية المهربة هي أصلا مزورة ومقلدة ومنتهية صلاحيتها باعتبار أن تواريخها يتم تغييرها إضافة إلى فقدانها لفعاليتها نظرا لظروف نقلها وعدم احترام شروط حفظها…والا كيف يمكن تفسيران تباع تلك الأدوية بأسعار أقل من أسعارها بالصيدليات المعتمدة، «فأين هو الربح؟ وأين هو رأسمال المنتوج ومصاريف نقله وتكاليف توزيعه؟.
ويرى بعض المتتبعين ان استمرار ترويج هذه المواد الخطيرة والمهربة – بدون رقيب ولا حسيب – يطرح اكثر من علامة استفهام حول الجهات التي تحمي اباطرة التهريب المندسين، علما ان المعلومات تفيد ان تهريب القرقوبي ، تحت يافطة “الادوية الطبية” تدخل في اطار حرب خفية تشنها منذ عقود الجزائر….هذا وتفيد –مصادرنا- ان الجزائر نهجت جميع الطرق لإيصال موادها الخطيرة التي تصنع بمختبرات سرية بوهران وبلعباس و تلمسان، و- حسب نفس المصادر- فنظرا للحراسة المشددة على طول الحدود المغربية الجزائرية ف ” جارة السوء ” اختارت ادخال هذه المواد المحظورة عبر موريتانيا بشتى الطرق …
هذا وسبق للنقابة الجهوية لصيادلة وجدة، وان دقت ناقوس الخطر، بتوجيهها رسائل إنذار إلى السلطات المعنية تتعلق باستفحال تجارة الأدوية المهربة من الجزائر، كما عبرت عن اسفها مرارا، للوضعية الفوضوية للاتجار غير القانوني للأدوية المهربة على أرصفة سوق الفلاح، والتي بإمكانها إلحاق أضرار صحية وخيمة بالمواطن، وبالتالي تأزيم وضعية الصيدلاني الاقتصادية.
للإشارة، فقد سبق وان اتهم موقع جزائري “Algeria Times” – وشهد شاهد من أهلها- جنرالات الجيش الوطني الجزائري، بـ”صناعة حبوب الهلوسة” (القرقوبي) والسيطرة على تجارتها بما يمكنهم من إغراق السوق المغاربية عموما والمغربية على وجه الخصوص… وأشار الموقع إلى أن العسكر في الجزائر هو من يسيطر على هذه الصناعة، منذ تسعينيات القرن الماضي، وضع عشرات من مختبرات الأدوية أهمها مجمع “صيدال” تحت تصرف المؤسسة العسكرية والسماح للجيش بإدارتها اقتصاديا ومراقبتها، ولفت نفس المصدر الانتباه إلى أن حبوب الهلوسة “الجزائرية” تدر سنويا ملايير دولارات، حيث يجري تهريبها نحو المغرب عبر رحلات بحرية نحو ثغري سبتة ومليلية المحتلين وإلى تونس وليبيا بينما يتكفل مرتزقة “بوليساريو” بتهريبها نحو موريتانيا ومن ثمة السينغال، وأفاد الموقع أن تجارة الأقراص المهلوسة مثل (الأمفيتامين) و(الإكستازي) التي يتراوح سعرها بين 3000 و7000 دينار جزائري، تحقق للجنرالات أرباحا بقيمة 10 مليار دولار ترتبط بشركات تابعة لهم موزعةً في دول المغرب العربي بالإضافة لبعض دول أوربا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.