بقلم/ الدكتور عبدالكريم الوزان
(نايم المدلول ياحلو نومته ، سلهم عيونه وناشر گذلته).
أغنية عراقية غناها الكثيرون. (المدلل) : اي الذي يحظى برعاية واهتمام فائقين من اولي الامر أكثر من غيره من أفراد الأسرة أو العاملين في مكان ما. و(سلهم عيونه)، أي غاض الطرف ومطبق الاجفان، او انهما مرتخيتان وذابلتان “ويأتي ذلك قبل اغلاق العين تماما” . و(گذلته) أي جدائل شعره التي تتدلى على جبهته فوق العينين.
وفي الواقع هذا غزل بميت، اي تقال لوصف جثة شقيق او ابن او زوج أو حبيب او قريب بشكل عام. لله دركم بني جلدتي، حتى حينما تتغزلون يكون غزلكم معجون بالحزن والرثاء!! .
ياأبناء بلدي: دعونا نتغزل بمدلولنا الذي يمرض ولايموت.. الوطن. بعد ان تغزلت عوائل كثيرة وهي تنوح على أبنائها طيلة سنوات خلت (نايم المدلول ياحلو نومته) .وهذا بمقدورنا جميعا اذا ما تأملنا تأريخنا ومن نكون. واذا مافصدنا الدم الفاسد في أبداننا، وسمونا فوق الشبهات، ومن ذلك الفساد وانفلات السلاح، والولاء لغير البلاد.
يقينا كل شيء فينا زائل الا العمل الصالح . وهو أدنى مانقدمه للبلاد في دار الفناء وبالنتيجة يكون ذخرا لنا في دار البقاء. فمتى يصار الى بغض البغضاء والكراهية والضغائن والاقصاء ؟. ومتى تنقضي غربة المغتربين، وقد سلبت منهم أجمل سنين حياتهم؟، ومتى يجمع شملهم تحت سقف بيتهم الكبير؟، ومتى يصلون أرحامهم ويتزاورون مع احبائهم واصحابهم، ومتى تعود ضحكاتهم وجلسات سمرهم؟، ومتى يحل السلام كما ينبغي؟.السلام السلام السلام.
ياليت قومي يعلمون قدسية هذه الكلمة وعمق معانيها وأبعادها النبيلة.
يا وَطَني لَقَيتُكَ بَعدَ يَأس
كَأَنّي قَد لَقيتُ بِكَ الشَبابا
وَكُلُّ مُسافِرٍ سَيَئوبُ يَوما
إِذا رُزِقَ السَلامَةَ وَالإِيابا
وَلَو أَنّي دُعيتُ لَكُنتَ ديني
عَلَيه أُقابِلُ الحَتمَ المُجابا
أُديرُ إِلَيكَ قَبلَ البَيتِ وَجهي
إِذا فُهتُ الشَهادَةَ وَالمَتابا*
*الشاعر أحمد شوقي