السودان-أطياف – صباح محمد الحسن
حقيبة بلينكن ماذا بداخلها !!
من قبل يومين فقط شغلت أخبار إلغاء زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لإسرائيل الرأي العام حيث أفادت وسائل اعلام إسرائيلية، بأنه ألغى زيارةً مقررة لإسرائيل وذكرت أنّ بلينكن، كان من المفترض أن يقوم بزيارة سريعة لإسرائيل كجزء من زيارة للمنطقة، لكنه قرّر الإلغاء .
وبالرغم من أنه لا يمكن تجاهل التوقيت الحساس لإلغاء الزيارة ، ألا أن امريكا وبعد ٢٤ ساعة من القرار ، أعلنت أن الرجل سيسافر الثلاثاء القادم الى المملكة العربية السعودية.
وقال المتحدث بإسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلنر، أن بلينكن سيتطرّق خلال محادثاته مع المسؤولين السعوديين إلى التعاون الاستراتيجي بين البلدين في القضايا الإقليمية والثنائية .
لكن ومن غير الممكن أن يتجاوز التفكير في مهمة الخاطر الذي تدور فيه الحرب في السودان وتقود فيه كل من الرياض وواشنطن وساطة بين الجيش والدعم السريع من أجل إنهاء النزاع في السودان ان يتجاوز قلق امريكا جراء البطء الذي يلازم حركتها في الوصول الي هدف وقف اطلاق النار الدائم حتى تتمكن من الإيفاء بوعدها للشعب السوداني والذي قال عنه بلينكن في اخر تصريح له 🙁 إننا قطعنا وعدا مع الشعب السوداني لذلك نحرص على تحقيقه )، كما انه من الصعب إسقاط نوعية المزاج الذي يسيطر على الخطاب الأمريكي هذه الأيام والذي يرتكز على استخدام العصا بدلا من الخطاب الدبلوماسي
كما ان الناظر الي زيارة بلينكن للرياض بعد غدٍ الثلاثاء يجدها تأتي متزامنة مع إعلان الوساطة تعليق مفاوضات جدة القرار الذي جاء نتيجة الإنتهاكات الجسيمة المتكررة لوقف إطلاق النار قصير الأمد وتمديد وقف إطلاق النار المؤخر من قبل القوات المسلحة
وقلق امريكا يتضاعف من إعاقة تلك الإنتهاكات لإيصال المساعدات الإنسانية وإستعادة الخدمات الأساسية التي هي هدف وقف إطلاق النار قصير الأمد،
لكن يبقى السؤال ماذا يحمل بلينكن في حقيبته ، وهل ثمة اوراق مكتوبة بالخط الأحمر ام أن بلينكن مازال يستخدم قلمه الدبلوماسي ، وهل ستستأنف المفاوضات تحت سقف الوساطة على الطاولة القديمة دون تغيير الأدوات، وان كان ليس هناك جديد يطرأ إذن لماذا جمد المسهلون المفاوضات بالرغم من رغبة الجيش في العودة بطريقة مباشرة، تلك الرغبة التي لخصها بيانه الأخير .
مايحمله بلينكن أكثر قسوة على طرفي النزاع
فزيارة بلينكن المهمة والضرورية الي السعودية مامدى تأثيرها على تغيير وملامح وجه التفاوض ، وماهي النقاط التي ستسحب و ماهي التي ستتم إضافتها !!
فإن مايحمله بلينكن قد يتجاوز لغة الدبلوماسية الناعمة الي لغة جديدة قد تكون اكثر قسوة على طرفي النزاع سيما ان امريكا تجاوزت الخطاب الدبلوماسي وبدأت في إستخدام لغة التهديد التي ترجمتها فرض العقوبات، ووعدها بالمزيد،
فجديد بلينكن ربما يكون ناعما على الطاولة وزيارته قد يكون لها اثرا ايجابيا قد يتجاوز إستئناف المفاوضات ليثمر بهدنة جديدة اكثر ثباتا ، بضوابط وشروط اكثر قوة وصرامة ولكن قد يكون لأمريكا ( رأي آخر ) لأجله جمدت المفاوضات ولأجله يزور بلينكن الرياض ، وهل زيارته للرياض تاتي بدلا عن الخرطوم لفرض نصوص بديلة حاسمة سيما ان طرفي النزاع لم يلتزما وخرقا الهدنة لأكثر من عشر مرات ، لهذا فإن اثناء ومابعد مغادرة بلينكن السعودية وعودته الي بلاده قد يتفاجأ الجيش والدعم السريع بقرارات جديدة لاتشبه ما سبق!!
طيف أخير:
لا للحرب …
في ذكرى فض اعتصام القيادة إرتفاع اعداد القتلى من المدنيين يجعل الإحساس بالوجع يتساوى في الخرطوم ودارفور جراء الاشتباكات الأخيرة يوازيه موت بطئ لآلاف المواطنين بسبب نقص الدواء والغذاء!! اتقوا الله في شعبكم