……
قف حيث أنت
دعني أطوف حولك
أجتر ذكريات السنين
وعذابي …/
أرى فيك وجوه المارين
والمقهورين والمعذبين ..
قف حيث أنت
تأتيني رائحة عرق الكادحين
وغبار الفحم
أعطس رشات السيليكوز ../
قف حيث أنت
سأحفر بالأضافر
وجهك أيها الرومبلي
أفتش في ثناياك عن عظام أبي
عن نعله ومعطفه ومفتاح باب الدار
مازال سره مدفونا فيك ../
ما زلتُ أنا جائعا خلف اﻷسوار
قف حيث أنت
ها أنت أيها المزار شامخا
يلألأ سوادك بريقا
كنجمة في ليلة حالكة
أسمعك آهاتي
ترانيمي ..
تسمعني مواويل النادبات
واليتامى والثكالى
………
قف مكانك ﻻ تتحرك
فمن تحتك نهر من دماء
وبركان من غضب
وزلزال من أنين
وهدير من صراخ../
وأنت وشم على الجبين
سجل ذاكرتي
أتذكر مآسي المنجميين
والموت يزور كل بيت
يقطف أزهار الياسمين
وفي غفلة منا…/
استشهد الحسين ..!
وعروسه ترتدي ثوب الزفاف
سيأتي بعد حين
وأنت واقف حيث أنت
و بعد حين أتى القوم به
وعليه فحم وطين
مات الحسين اسألوا الرومبلي
كيف مات الحسين. …!
……….
تزحز من مكانه
قال بأعلى صمته
مشيرا بإبهامه..بسبابته ../
الفقر كفر
ورب الدار أطعم ضيفه
أضاع أهله
فلا داعي للشجن../
والحسين شهيد الوطن
فكفكف دمعك يا سمعي
وجرادة تزف على صخب المحن
استنهض نخوتك
شق صدر الزمن
اسقي زهرة اﻵس
ﻻ داعي للبكاء
اصدح بالدعاء
إﻻهي ..
إﻻهي …/
وقد عاد الحسين
استجمع رفاته
أنينه ..ضلوعه
أوجاعه..وأشعاره
ها هو ذاك ..عند السفح
وخلفه البتول ..والرومبلي
وأنا وأنت وأنت وأنت…والناس
وكثير من الوجع والجرح
وجرادة في عيوننا كزهرة اﻵس./
زهرة اﻵس ..
زهرة اﻵس ..
زهرة اﻵس …./
……..
قصيدة مهداة إلى كل الشهداء المنجميين وإلى أصدقائي بجرادة
