مجموعة فاغنر للخدمات الأمنية التي أعلن رئيسها نقل بندقيته من الكتف الأيمن إلى الكتف الأيسر لا يهم أمرها الروس وحدهم، إذ إنها متوغلة في أفريقيا، تقوم بمهام حراسة الشخصيات والمنشآت الحيوية وحتى المهام القتالية في دول مثل مالي وليبيا والسودان وافريقيا الوسطى وبوركينا فاصو والكونغو، وتسيطر المجموعة على نسب كبيرة من الأنشطة التجارية في هذه البلدان بما فيها الذهب والبترول والماس واليورانيوم والأخشاب النادرة وحتى السكر والكحول، وربما غيرها من الأنشطة غير المعلنة.
المجموعة تحمل حسب مصادر إعلامية اسم فاغنر المستمد من اسم المؤلف الموسيقي الألماني ريتشارد فاغنر، وقد تأسست في عام 2014 من قبل رجل الأعمال يفغيني بريغوزين الذي ظلت وسائل الإعلام الغربية تنعته بالموالي لبوتين.
توارد الأنباء عن قيادة فاغنر لتمرد واسع ضد الجيش الروسي، مؤداه أن قوات بريغوزين ستصبح مجموعة غير مرغوب في وجودها ليس لدى الغرب وحده، وإنما في روسيا أيضا، وستتحول من أداة للتوغل الروسي في أفريقيا إلى مجرد عصابة من الخارجين عن القانون تتحالف معهم دول وحكومات وأطراف صراعات أفريقية وتمنحهم مفاتيح السيطرة على بلدانها والتحكم في ثرواتها ظنا منها أنها تتحالف بذلك مع الطرف الروسي، فهل تشهد الساعات القادمة تحولا في مواقف البلدان الأفريقية المعنية تجاه قوات فاغنر ؟ وما الذي ستفعله روسيا حيال هذه البلدان والأطراف التي تعدها صديقة لها في القارة السمراء ؟ هل سينتقل الصراع بين القيادة الروسية والمجموعة المتمردة إلى داخل القارة علما بأن فاغنر موجودة في بلدان أخرى خارج القارة؟ التطورات القادمة قد تجيب عن هذه الأسئلة وغيرها.