بقلم/ الدكتور عبدالكريم الوزان
(علج المخبل ترس حلكه ) مثل شعبي عراقي. علج : علكة أولبان. المخبل : المجنون. ترس: ملء. حلكه:فمه.
ومعنى ذلك أن حجم العلكة حينما يكون كبير الحجم وغير معقول فإن شكل الشخص يبدو غير مألوف، فوجهه منتفخ وعيناه زائغتان ، وانفاسه لاهثة، وهو غير آبه ويشعر بالسعادة، وهذا ماينطبق على المجنون أو غير السوي.
ويراد بهذا القول أنه حينما لايصدق الفرد ماحصل عليه من منصب أو مال أوسطوة أو أي عطاء أو اقتباس أو تقليد، تجده يبالغ كثيرا ويتمادى في سلوكه وأفعاله، ويغالي حتى في اظهار شكله الخارجي.
جال ببالي ذلك وأنا أشاهد بعض المظاهر في مجتمعاتنا التي لاتتناسب مع ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، ولاعلاقة لها بالتطور والحضارة، وانما مجرد تقليد أعمى.
مثال ذلك السراويل المخرومة، والمكياج الفاضح ، والملابس الملتصقة بالجسد، وصبغات الشعر الغريبة، والقلائد كبيرة الحجم التي يرتديها الشباب المتدلاة وسط الصدور، وجنون حلاقة شعر الرأس وتصفيفه الغريب، ورسم الحاجبين لكلا الجنسين، وقيادة الصبية للسيارات الفارهة، وقس على ذلك.
السؤال هو أين دور الآباء والأمهات وأولي الأمر؟!. واين دور المدرسة والجامعة؟!. واين دور الاعلام؟!. وأين دور التشريعات القانونية التي تسعى للحفاظ على النسيج المجتمعي من التمزق؟!. ولماذا دائما نأخذ من الغرب ولايأخذ الغرب منا ونحن أصل الحضارة والقيم ؟!
يقينا ان مايحصل هو نتيجة ( للبروباغاندا) الموجهة، وبخاصة ضد الشباب الذين اخترقت حصانتهم الفكرية، بسبب غياب الرقابة وضعف المسؤولية الرسمية والاجتماعية، ولابد من اعادة النظر في اسلوب التربية والتوجيه والمواجهة والتثقيف، والعودة للثوابت والاصول. وان تبدأ مساءلة المتسببين بهذه الظواهر المشينة، والذين لم يصدقوا ما أنعم الله عليهم من مناصب، حتى حق عليهم المثل (علج المخبل ترس حلكه)!!.