البحث عن هوية
عم سكوت رهيب بالقبيلة لم تألفه هيبة و جبروت كبيرهم.أصيب الحرس و العسس بالذهول كسرته أصوات نعيل النسوة وفاطمة ،امتد الخبر و سار كالنار في الهشيم و ألتهم لهيب نعي “القايد العربي خوف القبيلة و افراح النسوة حراس المكان وعلية القوم و فاطمة اختنقت الروابي و الفضاءات واجنحة دار القايد و السرايا ، تعالت كلمات النعي بلهجات و لغات غريبة السماع في موكب تشييع الجنازة.
أقيم ضريح يليق بالمرحوم وبولاء القبيلة وترامي البساتين و الحقول و امتلاء الخزائن وكثرة النسوة و الخدم و الحشم و الأنجال و فاطمة . انفض كل شيء الا بقايا مخلفات الأكل المتناثرة بالفضاءات ، تحلقت حولها كلاب القرى المجاور والطيور الجارحة ، اجتمع اصحاب حقوق ” المرحوم الحاج العربي” لاقتسام التركة ، زيجاته الاربع و انجاله من شتى البقاع و الافرنجة .
ضاق الزمان وامتد ليسعف تصفية المتروك عينا ونقدا ومن كل اشكال الممتلكات وبمختلف الامصار و الجنسيات ، حاز العسس و الحرس و خدام المكان نصيبهم الا فاطمة.
كسر الصمت المخيم على دار القايد المترامية الاطراف عويل فاطمة الذي طرد الحمام و الطيور المرابطة بكوات السرايا و الاجنحة.
فاطمة خارج ذوي حقوق المرحوم ، لم يعثر المدققون و المحققون في ثروة المرحوم على وثائق هوية و نسب فاطمة ، ضاعت الوثائق و الحجج وتنكر الكل ، واستبيحت حقوق فاطمة المكلومة، استعطفت المسكينة الأعيان والوجهاء و العسس و الحرس و القبيلة بحثا عن الحقيقة.
توالت الازمنة و اقفر المكان و احتلت الطيور الجارحة و الحمام اطلال دار القايد وظلت فاطمة تزور الامكنة و تطوف بضريح القايد الاب تبحث عن هوية و نسب لا عن متاع او زاد، أخد البقية المتاع و الزاد و تخلوا عن الهوية و النسب بجوار الضريح و الاطلال…بقي الضريح و الاطلال و فاطمة وتبخر الكل.
مراكش 2022/09/12