” التفليش “!!
بقلم الدكتور عبدالكريم الوزان
مفردة باللهجة العراقية الدارجة تعني تهديم أو هد أو تحطيم أو تهشيم. فتجد فلان يقول (فلش) البيت أو المكان الفلاني أي اهدمه وهده وهكذا.
لكن الأخطر حينما يكون (التفليش) للثوابت التأريخية والتراثية والفكرية والحضارية. مثال ذلك (تفليش) منارة جامع السراجي، وقبلها شواهد عديدة .
و”السراجي من مساجد العراق التاريخية القديمة في مدينة البصرة ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية، وبني عام 1140هـ/1727م”.
الحجة طبعا هو توسعة الطريق. وكأن العلم والتكنولوجيا التي وصلت لأعماق المحيطات وارتقت الى القمر عجزت عن ذلك دون هدم هذا المعلم التاريخي الكبير. والأمثلة في العالم كثيرة على كيفية التعامل مع هكذا حالات بالشكل الذي يضمن الحفاظ على معالم الامم العريقة، وليس خافيا على أحد العمق التاريخي لبلاد وادي الرافدين ان لم يكن الاعرق بين الامم.
ان ماينكأ الجروح ويحز في النفوس، حينما “تتفلش” العقائد والضمائر وينقطع (حبل السرة) مع الوطن الأم، ويتنكر المرء لأمه وأبيه، ولمن أحسن اليه وآواه قبل ان تتهاوى وتنعدم انسانيته وقيمه تحت معاول (التفليش)!!.