المغرب/ حنان الطيبي
يعيش معظم الشعب المصري منذ اسبوع ضغطا نفسيا وعصبيا وماديا بسبب استمرار انقطاع التيار الكهربائي الذي يتجاوز 8 ساعات متواصلة خصوصا في محافظات الصعيد والدلتا وأجزاء من محافظات القاهرة الكبرى.
وحسب المعطيات الأولية التي ادلت بها وسائل الإعلام المصرية فإن السبب في ذلك يعود بالأساس إلى نهج الحكومة المصرية سياسة ترشيد الاستهلاك وذلك على خلفية كثرة الضغط على المحطات الكهربائية التي لم تتحمل طاقتها التوزيعية حجم الطلب عليها، إذ حسب ذات المصادر فقد وصلت ذروة الأحمال على الشبكة الوطنية إلى 34.6 ألف ميغاواط يوم الإثنين الماضي، ناهيك عما صرح به بعض المسؤولين في الطاقة عن وجود نقص واضح في مادة الغاز الطبيعي والمسؤول عن توليد الطاقة الكهربائية.
هذا وتتوقع الحكومة المصرية استمرار الوضع مع زيادة الطلب على الكهرباء خلال إلى غاية شهر أغسطس المقبل وأن يسجل أقصى حمل على الشبكة القومية للكهرباء 35 ألف ميغاواط، مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الأحمال على الشبكة.
ويذكر أن خطة ترشيد الاستهلاك التي نهجتها الحكومة المصرية منذ سنة تعتمد توفير الوقود المستعمل في توليد الكهرباء، خاصة الغاز الطبيعي بهدف إعادة تصديره للخارج والاستفادة من أسعاره في دعم موازنة البلاد بالعملة الصعبة، وأكدت ذات المصادر الإعلامية المحلية أن خطة ترشيد الكهرباء نجحت في “التوفير” من خلال خفض معدلات الاستهلاك خلال 2022، إذ تراجع معدل الاستهلاك إلى 45.6 مليون طن غاز، مقارنة مع 48 مليون طن في 2021، كما وتطمح خطة ترشيد الكهرباء خفض 18% من إجمالي الطاقة المستهلكة على مستوى محافظات الجمهورية بحلول 2035.
وبين ما بررت به الحكومة المصرية الوضع “المظلم” الذي تشهده غالبية المحافظات تحت درجة حرارية ملتهبة وصلت إلى 50 درجة كمناطق جنوب الصعيد، وبين القهر المناخي والطاقي والنفسي الذي يعاني منه معظم الشعب المصري، خرج رواد العالم الأزرق تحت “هاشتاغ قاطع النور” للاستفسار عن السبب الحقيقي لتوالي انقطاع التيار الكهربائي وتزامنه بموجة الحر خصوصا عن القرى والمناطق الشعبية بالجمهورية، متسائلين عن مدى توازن معادلة التصدير في وجود عجز حاصل، او بمعنى آخر كيف تقوم الحكومة المصرية بتصدير الغاز إلى تركيا والصين وغيرها في الوقت الذي تسجل فيه عجزا ثقيلا على مستوى الطاقة في المادة نفسها؟!.
في حين تساءل البعض الآخر عما إذا كانت الحكومة المصرية تقوم فعلا بخطة طاقية واقتصادية لترشيد الاستهلاك وتخفيف الأحمال عن المحطات ام أنه كان بالأحرى بها استهلاك الترشيد لدى المواطنين وتخفيف الأحمال عنهم؟!.
وأعلنت وزارة الكهرباء حالة الطوارئ بجميع شركات إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء خاصة بمحطات الإنتاج ومحطات المحولات والتحكمات، إذ توجد فرق فنية بكل أنحاء البلاد للتدخل السريع في حالة حدوث أيّ أعطال أو حالات طوارئ.
.