عقد المكتب التنفيذي للتكتل الديمقراطي المغربي لقاء يوم السبت 29 يوليو 2023 بالرباط، للمدارسة والتداول بشأن مجمل القضايا التي تهم مباشرة الأجرأة الميدانية لمضامين القانون الأساسي عبر إطلاق عمليات الهيكلة التنظيمية للمكاتب الإقليمية والجهوية للتكتل الديمقراطي المغربي عبر ربوع المملكة؛ ووضع تصور ورزنامة الاجندة التنظيمية لموسم 2023 – 2024 عبر تشكيل لجان التنسيق وفرق العمل والمسؤولين عنها؛ وأيضا تعيين لجنة التنظيم واللوجستيك المكلفة بالتحضير المادي والأدبي لعقد دورة المجلس الوطني للتكتل الديمقراطي المغربي متم الأسبوع الأول من شهر أكتوبر المقبل؛
وتقدم في مستهل هذا الاجتماع، بحسب بلاغ توصل به “الحدث الافريقي” رئيس التكتل الديمقراطي المغربي الأستاذ زهير أصدور ، بالشكر والتنويه بالجهود المبذولة من طرف كل عضوات وأعضاء المكتب التنفيذي الحاضرين (رات) طيلة المرحلة التأسيسية وما صاحبها من تضحيات وإكراهات، مهنئا إياهم (هن) بما تحقق من مكتسبات قانونية وعلاقات إنسانية والتزامات وحضور موصول لكل مكونات التكتل نظير الصبر والمثابرة والعزم والإصرار. وهو الأمر الذي يستوجب التنويه به ، يضيف ذات البلاغ، مع الاعتزاز والعزم على مواصلة العمل لتحقيق الأهداف والآمال.
وبعد التداول في شأن مضامين جدول الأعمال وأولويات البرنامج العام وعبره تحديد مهام التكتل التنظيمية والنضالية خلال هذه المرحلة الدقيقة في تاريخ وطننا العزيز على مختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية والبيئية، في أفق التئام دورة المجلس الوطني للتكتل، باعتبارها محطة حيوية ومفصلية.
ووجه رئيس التكتل الديمقراطي المغربي في نفس البلاغ، خالص التشكرات لمختلف الهيئات والمنظمات الشريكة منها والصديقة على ما عبرت وتعبر عنه من إرادات طيبة للعمل المشتركة وفقا لما هو مشترك في المرجعيات والأهداف.
وفي خضم المناقشة والحوار حول أمثل السبل التنظيمية والتدبيرية في مختلف مستويات الهيكلة التنظيمية أفقيا ومركزيا، تمت مباشرة تشكيل اللجان وفرق العمل والمسؤولين عليها كالتالي:
- لجنة الشؤون المالية؛
- لجنة التنظيم والتخطيط والإدارة؛
- لجنة البرامج والأنشطة؛
- لجنة العلاقات العامة والتواصل؛
- لجنة البحث والدراسات؛
- لجنة حقوق الإنسان.
وهذه اللجن وفرق العمل بحسب نفس البلاغ هي التي ستسهر على إعداد وتتبع إنفاذ المشاريع والعمليات والأنشطة وتعد التقارير الدورية بشأنها قصد مواكبة تفاعلية وموصولة وناجعة لحياة التكتل الديمقراطي المغربي التنظيمية والترافعية والتواصلية وطنيا، جهويا ومحليا. كما سيعمل المكتب التنفيذي على تقديم خلاصة تركيبية لمجمل مقترحات برامج العمل المنبثقة عن هذه اللجن وفرق العمل خلال دورة المجلس الوطني قصد المدارسة والمصادقة عليها، لتشكل في النهاية أهم محاور البرنامج العام للتكتل برسم موسم 2023 – 2024.
وفي إطار تجسيد التوجهات الفكرية والتواصلية والترافعية للتكتل الديمقراطي المغربي، القائمة على تكريس مبادئ الشراكة والتعاون والانفتاح على المجتمع المدني وقوى المجتمع الحية المؤمنة بقيم العدالة الاجتماعية والمجالية والمنخرطة في ديناميات الدمقرطة والتحديث، تم تقديم ومناقشة العرض العلمي الذي ألقاه الأستاذ عبد الحكيم قرمان رئيس مؤسسة الدراسات والأبحاث – التهامي الخياري حول راهنية الوضع السياسي والحزبي والاقتصادي والاجتماعي واستشرافات المستقبل.
و شكل هذا العرض، يضيف البلاغ، فرصة للنقاش والحوار واستنتاج العديد من الخلاصات حول خصوصيات السياق الوطني ضمن السياقات الإقليمية والدولية لراهن المغرب الاقتصادي وآفاق تجاوز الأزمة وكذا استقراء راهنية الفضاء السياسي العام والاشكاليات المرتبطة به، مع التركيز على مأزمية الحقل الحزبي واختلالاته البنيوية والتنظيمية والتدبيرية وفساد فئة من الفاعلين من داخله، مع تكلس المفاهيم والأفكار وضمور الإبداع وغياب النموذج الحزبي المطلوب في العهد الرقمي، ناهيك عن إفلاس العرض السياسي عند غالبية أحزاب اليسار التقليدي، بالتالي وجب التطلع والتفكير الجماعي حول إشكاليات العمل الحزبي بمفهومه السائد نحو استشراف ممكنات المرحلة ووفقا لرهانات فئات المجتمع الطامحة للتغيير ولربح تحديات المستقبل.
كما تم التداول حول بعض السيناريوهات الممكنة لتجاوز واقع الترهل الحزبي، يؤكد نفس البلاغ، ومنها ضرورة تعزيز وتوسيع مجالات التعاون والشراكة وتقوية نسيج القوى النضالية الحية بالمجتمع ضمن ديناميات الحركات الترافعية والاحتجاجية والتواصلية عبر الوسائط الحديثة.
وتم بالمناسبة استعراض الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية، أعقبته نقاشات هامة لعضوات وأعضاء المكتب التنفيذي للتكتل الديمقراطي المغربي. وفي جو تفاعلي وحواري جاد ومتفائل بالمستقبل تم التداول بشأن النجاحات الباهرة للديبلوماسية المغربية بقيادة جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، وما سيترتب عن هذه النجاحات الاستراتيجية في حسم قضية وحدتنا الترابية، معززة بالتحولات الاقتصادية والجيوسياسية والجيواستراتيجية للمغرب على المستويات الإقليمية والقارية والدولية، بالإضافة إلى ما حققه المغرب من منجزات على مستوى البنيات التحتية من طرق ومطارات وموانئ وصناعات السيارات والطائرات وعلى مستوى الطاقات النظيفة ومن تطورات ملحوظة على مستوى ارتفاع تحويلات العملة الصعبة وارتقاء السياحة الوطنية وغيرها من المنجزات الهامة، لا شك أن ذلك سيفضي إلى نهضة اقتصادية منشودة ومنتظرة، مما سيؤثر إيجابا على الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية للمجتمع وللأمة.
وفي الختام، تمت تلاوة برقية ولاء واخلاص لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بمناسبة عيد العرش المجيد، تم من خلالها تجديد التزام التكتل الديمقراطي المغربي الدائم بخدمة الوطن والمواطنين والانخراط الجدي والمسؤول في كل المشاريع والمبادرات التي خطها ويقودها قائد الأمة باقتدار لتحقيق تطلعات شعبه العزيز الوفي.