بقلم: زهير قاسم أصدور الگنّوني
يعتبر رؤساء الأحزاب السياسية في المغرب عناصر أساسية في التأثير في الساحة السياسية، حيث يتحملون مسؤولية توجيه الأجندة السياسية، وتحديد مسار العمل السياسي. ومع ذلك، يعتبر تشبث بعض رؤساء الأحزاب بالكراسي لمدة طويلة دون توفير فرص للديموقراطية الداخلية و تجديد النخب من أكبر التحديات التي تواجه النظام السياسي في المغرب.
تترتب على تشبث رؤساء الأحزاب بالكراسي لمدة طويلة عدة تأثيرات سلبية. أحدها هو تقويض التنافس السياسي الصحيح وعدم توفير الفرص المتساوية للأعضاء في الحزب للمشاركة في صنع القرار. هذا يمكن أن يؤدي إلى تراجع التنوع السياسي واحتكار القرارات من قبل القليل من القيادات.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسهم تشبث رؤساء الأحزاب بالكراسي في زيادة الاستقطاب والانقسام داخل الحزب. عندما يبقى زعيم واحد في السلطة لفترة طويلة دون وجود آليات للتجديد والتنافس، يمكن أن ينشأ تصعيد في التوترات والخلافات داخل الحزب.
من الجدير بالذكر، أن تشبث بعض رؤساء الأحزاب بالكراسي قد يكون مرتبطًا بعوامل متعددة، بما في ذلك الثقة في القيادة والتأثير الشخصي. ومع ذلك، يجب أن يتم توازن هذا التشبث مع تشجيع التنافس الديموقراطي الداخلي وتجديد القيادة.
لمواجهة هذه التحديات، يجب على رؤساء الأحزاب وأعضاؤها العمل معًا لتعزيز الديموقراطية الداخلية وتشجيع الحوار والمشاركة الفعّالة في صنع القرار. ينبغي أن تكون هناك آليات لتجديد القيادة وتحقيق التنوع السياسي داخل الأحزاب، ويجب أن تكون الانتخابات الداخلية شفافة وعادلة.
في الختام، يعتبر تشبث رؤساء الأحزاب بالكراسي لمدة طويلة وتغييب الديموقراطية الداخلية تحديًا يجب معالجته بجدية.