غريب أمر هذه الشرذمة من الصحراويين الذين يقدمون للرأي العام بواسطة فيديوهات مواقع قاحلة في الصحراء بأسماء مدن صحراوية ،ولا يخجلون مما يفعلون، وغريب أمرهم وهم يقدمون المخيمات المقامة في صحراء تندوف على أنها مخيمات العزة والكرامة ، دون أن يخجلوا من أنفسهم.
فأي بهتان أكثر من هذا البهتان الذي يتحدثون به ؟
لعلهم يحسبون أن الناس المحتجزين في مخيمات الحمادة بتندوف يجهلون الوضع الذي توجد عليه المدن الصحراوية المزدهرة المنتشرة في ربوع الأقاليم الجنوبية المغربية ،. والتي يعمرها الصحراويون من أهلهم وأقاربهم وأبناء عشيرتهم ، وهم يعلمون أن ممثلي السكان المنتخبين هم الذين يتولون تدبير شؤونها ، ويساهمون في تعميرها ومنذ عقود ، لتصبح على ما هي عليه الآن مدنا وقرى مزدهرة وربوع تنتشر فيها الضيعات المنتجة لتلك الخيرات من المنتجات الزراعيةالتي يحاولون عبثا محاربتها ومنع تصديرها ٠
إن من الأكيد أن أولئك اللاجئين لا يجهلون ما تشتمل عليه تلك المدن ، وحتى القرى من مرافق وأسواق وحدائق ، توفر للسكان ميادين للكسب الحلال ومجالات للتمتع بمباهج الحياة
والأكيد كذلك أن اللاجئين الصحراويين المحتجزين وأهاليهم وأقاربهم أينما كانوا لا يجهلون ما شيدته دولتهم المغربية من منشآت وبنيات أساسية ، كالطرق والموانئ والمطارات والمعاهد الدراسية ، بما فيها المعاهد العليا التي شيدت في السمارة وفي العيون وفي الداخلة، وتمكنت من تقديم دفعات من الخريجين وتقديم أجيال من المواطنين الصحراويين المغاربة ، ساهموا ويساهمون في البناء والتشييد بما أكتسبوه من علوم ومعرفة وتكوين ومهارة مهنية
نحن لا نتحدث من فراغ فالعالم بما فيه إخواننا الأفارقة وانطلاقا من موريتانيا ، يشهدون بما عرفته الأقاليم الصحراوية المغربية من تطور عمراني وتقدم إقتصادي وازدهار إجتماعي ،ويشهد على ذلك إفتتاح ما يقرب من ثلاثين قنصلية في مدينتي العيون والداخلة
ومقابل ذلك ماذا يقدم لنا أولئك الصحراويون الذين لا يتورعون ولا يخجلون ، وهم يجعلون أنفسهم في خدمة النظام الجزائري الحاقد ، يقدمون مخيمات اللاجئين الصحراويين على أنها مخيمات العز والكرامة ؟
فأية عزة وأية كرامة يمكن أن يشعربها أولئك الناس المحتجزين في مخيمات تخضع لسلطة عصابات البوليساريو التي لا يفتأ قادتها يمارسون عليهم سلطتهم الظالمة ، وقد ذهب قادتها إلى حد تجنيد أبنائهم وهم ما يزالون قاصرين وتدريبهم على حمل السلاح وشحنهم بمشاعر الحقد والكراهية ؟
وأية عزة وأية كرامة ، ونزلاء مخيمات اللاجئين يرون النظام الجزائري يتجر بمأساتهم ، ويسحث ويسعى لدى الحكومات والمنظمات الإنسانية في أروبا على الخصوص ، لكي يقدموا القوت والأغذية والإعانات الضرورية لبقاء أولئك اللاجئين على قيد الحياة ؟
وأية عزة وأية كرامة ، والناس في مخيمات لحمادة معرضون لقساوة الطبيعة وشظف العيش ، إضافة إلى ظلم بني جلدتهم من الذين وضعوا أنفسهم في خدمة رجال النظام الجزائري الذين يسعون لمزيد من التوسع ولفرض الهيمنة وتوسيع النفوذ في المنطقة المغاربية ؟
إن ما يشهد العالم على وجوده في صحراء الحمادة بتندوف لا يمكن أن يطلق عليه سوى إسم ( مخيمات العار ) ، وما أقسى هذا الوصف على نفوس الصحراويين المغاربة الأباة الذين ينحدرون من أسر كريمة تعتز بانتمائها للصحراء المغربية ، قدمت للوطن عبر تاريخه المجيدرجالا عظاما يفتخر بهم الشعب المغربي
سوف يحاسبكم الله يا رجال النطام الجزائري على قساوة قلوبكم الذي لا تعرف الرحمة لتخليص اللاجئين من محنتهم ٠ ويشهد عليكم العالم إنكم تعرقلون كل المساعي لتسوية نزاع الصحراء ٠إنكم تعرفو أن الله يمهل ولا يهمل ، ومن لم يعاقبه القدر منكم ، كما فعل مع الرئيس هواري بومدين ، سيعاقبهم غدا ، وسوف تنالون جزاءكم على ما ترتكبونه من ظلم في حق جموع من الناس محاصرين في صحراء قاحلة ، ولا تتقون الله وأنتم تحرمونهم من التمتع بحريتهم وتمنعونهم من الإلتحاق بأهلهم وأقاربهم وعشائرهم ليتقاسموا معهم ثمرات ما أنجزته دولتهم وما وفرته من أمن واطمئنان ٠