عبر المكتب التنفيذي للتكتل الديمقراطي المغربي عن قلقه واهتمامه البالغ للأوضاع الصعبة التي يعيشها مجموعة من أبناء الوطن سائقي شاحنات النقل الدولي العالقين بالطريق الرابطة بين مالي والنيجر إثر الأحداث والتوترات السياسية والعسكرية التي تلت الانقلاب العسكري بالنيجر وما تلاه من تطورات إقليمية وردود أفعال دولية ومساعي أطراف مختلفة لتطويق الأزمة تلافيا لاندلاع حرب محدقة بأمن وسلامة واستقرار منطقة الساحل وجنوب الصحراء وحماية مواطنيها وتأمين سلاسة وسلامة حركة النقل والمبادلات التجارية القائمة لحد الان.
و إذ يثمن المكتب التنفيذي للتكتل الديمقراطي المغربي في بلاغ له، كل الجهود المبذولة من لدن الدبلوماسية المغربية بتوجيه وإسناد من جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ونصره، سواء في مساعيها وتدخلاته المتواصلة لدى السلطات المختصة بالنيجر ومالي في شأن حماية وتقديم الرعاية الصحية وتأمين المسالك التي علق فيها سائقي شاحنات النقل المغاربة وتكاثف الجهود من طرف المسؤولين في بلدان العبور قصد حلحلة هذا الوضع الإنساني الصعب على كل رعايا البلدان العالقين عبر طرقات العبور، والسائقين المغاربة منهم على وجه الخصوص.
وبذات السياق، يضيف ذات البلاغ، أن التكتل يحيي التحركات والمساعي والجهود التي تبذلها الدبلوماسية المغربية لتقديم المساعدة في إيجاد تسوية سلمية للأوضاع عبر القيام بالمساعي الحميدة لتغليب الحكمة وتعاون مختلف الأطراف المتدخلة أو المعنية بهذا الملف الاقليمي قصد معالجته بالحوار لاستتباب الأمن والسلام لشعوب المنطقة،الذين يعانون من ظروف صعبة وقاهرة.
وتعكس هذه الظروف الصعبة القلق البالغ من وضعهم، والذي يتطلب تدخل سريع وفعال من قبل الجهات المختصة.يردف نفس البلاغ.
وعطفا على ما سلف، يعبر المكتب التنفيذي للتكتل الديمقراطي المغربي بالنيابة عن كل مكوناته وفروعه، عن تضامنه المطلق مع السائقين المغاربة وعائلاتهم وذويهم في هذه المحنة الإنسانية والتي تتمثل في معاناتهم المادية والنفسية مضاف إليها قلة الأكل وارتفاع تكاليف المعيشة وعدم السماح للسائقين المغاربة بالمرور، كلها عوامل تزيد من صعوبة فترة المكوث في شاحناتهم عبر المعابر وما يحيط بها من مخاطر أمنية وصحية محدقة. وتبعا لخطورة وتعقيدات هذه الأوضاع مجتمعة، نطالب الجهات المسؤولة في النيجر بأن تتخذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة السائقين المغاربة، ونتطلع لتفهم وتدخل السلطات النيجرية بشكل عاجل لتمنحهم الإذن بالمرور وبضمان تيسير الوصول إلى حلحلة الاحتقان القائم لتخطي هذه الأزمة بأمن وأمان.
من جهة أخرى، يؤكد التكتل الديمقراطي المغربي على أهمية الأدوار الموكولة للتمثيليات الديبلوماسية والقنصلية المغربية بالنيجير والبلدان المحيطة بها في مثل هذه الأوقات الصعبة، ويهيب بالسائقين وكل من لهم صلة واطلاع على الحالة، العمل على ربط وتكثيف التواصل مع القنصلية المغربية المتواجدة في النيجر وكذلك في دولة البنين من أجل توفير الدعم وتقديم المساعدة اللازمين للسائقين المغاربة العالقين في معابر العبور. وهو الأمر الذي يستوجب توحيد الجهود المبذولة، في إطار مخطط إنقاذ فعّال، من طرف مختلف الجهات المختصة للتخفيف من معاناة السائقين وتوفير الدعم الإنساني واللوجستي الضروريين لانتشالهم بسلام من هذه المحنة. وتأسيسا على ذلك، يدعو التكتل الديمقراطي المغربي كل الجهات المعنية والمتدخلة في هذه الأزمة الإنسانية، التحرك باستعجال ونجاعة، لتقديم الدعم النفسي والطبي والغذائي وتأمين خيم للعيش بكرامة خلال فترة انتظار التسوية النهائية للوضع، وإيلاء العناية الاستعجالية للسائقين الذين يعانون من أمراض ومشاكل تتطلب تدخلًا سريعًا وجديًا.
ودعا التكتل من موقعه كهيئة مدنية وحقوقية، كل الهيئات والجمعيات والمؤسسات والضمائر الإنسانية العاملة ببلدان المنطقة وبدولة النيجر إلى التعبير عن تضامنها لكل العالقين في هذا النزاع، وضمنهم السائقين المغاربة، عبر تقديم كل ما باستطاعتها وما هو ممكن من أشكال المساعدة والدعم في هذه الظروف الصعبة. ونجدد في الأخير تضامننا الكامل مع السائقين المغاربة العالقين بالنيجر، متطلعين بأن يتمكنوا من تجاوز هذه الظروف الصعبة بأسرع وقت ممكن.
ودعا المكتب التنفيذي للتكتل الجميع لتقديم الدعم والمساعدة للسائقين المغاربة العالقين بالنيجر، والسعى جميعًا إلى تخفيف معاناتهم وتوفير الظروف الإنسانية اللائقة.