تتعدد أوجه الحملات الشريرة التي تبثها أجهزة المخابرات الجزائرية ، والملاحظ أنها إزدادت ضراوة وعدوانية في المدة الإخيرة ٠
ولقد إتجهت أخيرا حملة أزلام وعملاء النظام الجزائري إلى الطعن في سلوك المغرب وسياسته إزاء الجزائر بما يسيئ إلى تاريخ علاقة شعبنا بالشعب الجزائري ٠
فماذا يمكن أن نقول غير ما يستحقه الكاذبون ، أي اللعنة على الكاذبين التي تخرجهم من رحمة الله ، وبئس ما يصنعون ، وما يستحقون، وها أنتم أيها الأشرار تتحدثون كذبا وبهتانا ، فزوروا التاريخ كما توحي لكم بذلك نفوسكم الشريرة ، وانفثوا سمومكم واكشفوا عن ضغينتكم وبغضكم وكراهيتهم للمغرب ، فلن يفيدكم ذلك في شيء ، ولن يغير من حقائق التاريخ ، ولا من واقع الحال كما هو عليه الآن
عبثا تحاولون ، فلن تتوصلوا إلى المساس بمعنوية الشعب المغربي المعتز بتاريخه المجيد ، كما هو معلوم لدى كل الدول والمحافل السياسية والثقافية ، ولدي المنظمات الإقليمية والدولية وفي المكتبات والخزأئن المنبثة في عواصم العالم
ولن تنجحوا أبدا في الوقيعة بين الشعب المغربي والشعب الجزائري ، كما لن تنجحوا أبدا في فك الإرتباط الأخوي بين الشعبين الشقيقين اللذين تجمعهم صلات الأخوة الإسلامية والعربية والإثنية واللغوية. يقول المثل العربي : كل شيء إذا زاد على حده إنقلب إلى ضده
لقد ذهبت الطغمة الظالمة المشرفة على الحملة المسمومة ، إلى الحد الذي إنقلب تأثير حملاتهم سلبا على النظام الحاكم في الجزائر ، وأكتشف الرأي العام الدولي عامة بما فيه العربي والإريقي ، طبيعة السياسة العدوانية التي ينهجها رجاله ضد المغرب ، والتي لا يوجد ما يبررها ، وتأكد أن مبعثها الهزائم والإنكسارات التي منيت بها مختلف المواجهات التي فتحوها ضد المغرب ، سواء على الصعيد السياسي أو الدبلوماسي ، بل وحتى في الميدان العسكري مباشرة أو بواسطة عصابات الإنفصاليين الصحراويين
صحيح أن مرارة الهزائم والإنكسارات كانت قاسية على حكام الجزائر وأزلامهم من الأكاديميين والإعلاميين، وهكذا فإن حملاتهم تكشف عن سريرتهم ٠ وإننا عندما نستعمل مصطلح الهزائم والإنكسارات لانطلق الكلام على عواهنه ، أو ليس لدينا وقائع نقدمها كبرهان على وجود ما يدعونا إلى إستعمالهما
لن يسمح لنا المجال بسرد كل الإنكسارات والهزائم التي مني بها النظام الجزائري منذ عهد هواري بومدين إلى عهد عبد المجيد تبون ، ويحق لنا أن نقول لرجال هذا النظام المنحرف ما يلي :
لقد فشلتم في خلق كيان بالتواطئ مع المستعمرين الأسبان ، وفشلتم في مواجهة المغرب في محكمة العدل. الدولية ، وفي إعاقة المسيرة الخضراء لكي لا تسفر عن تحرير الصحراء من الإستعمار . وكان إنهزامكم في معركة أمغالا أول الانهزامات العسكرية المباشرة وعلى أرض الصحراء ، ثم هزمتم في المعارك التي خضتموها بواسطة تجنيد وتسليح عصابات الأنفصاليين والتي تعاقبت وتعددت الأساليب المستعملةفي خوضها ٠
وكما لم تتوصلوا وتنجحوا في الحصول على موطئ قدم في الصحراء المغربية خلال معركة أمغالا سنة ١٩٧٦ ، فأنكم لم تنجحوا. في تحقيق ذلك خلال معركة بير أنزران سنة ١٩٧٩ ، رغم المؤامرة التي أحبكتم خيوطها وظننتم أنكم ستحققون بواسطتها مأربكم ٠
وبانتصارالقوات المسلحة الملكة على الغزاة الذين كانوا يستهدفون مدينة الداخلة ليجعلوها منطلقا لنسف الوحدة الترابية للمملكة المغربية في معركة. بير أنزران المجيدة والتاريخية ، بهذا الإنتصار الذي تحقق بالضبط يوم ١١ غشت ١٩٧٩ إستكمل. المغرب تحقيق وحدته الوطنية وأصبح كل أهل الصحراء الأباة مرتبطين برباط البيعة الشرعية بوطنهم وبمؤسسته الملكية ،وأصبح التراب الوطني المغربي يمتد ليشمل إقليم واد ي الذهب.
وكانت خاتمة الإنكسارات والهزائم في معركة الكركرات. التي إنقلب خلالها السحر على الساحر ، وتحررت من وضع المنطقة العازلة التي كانت تتيح لفلول عصابات البوليساريو. العبث بالأمن فيها وعرقلة المواصلات بين المغرب وموريتانيا ٠ وبتأمين منطقة الكركرات فتح المجال ليتحول مركز العبور بالكركرات الجمركي الى تجمع سكاني يسير نحو إنشاء مدينة لها من المكونات وفي مقدمتها المسجد الكبير ، ما سيجعلها تنافس مدن الصحراء المغربية
لقد تحدثت بكثير من الاختصار عن الهزائم والانكسارات التي ألحقها المغرب. بالنظام الجزائري ، لكي يدرك رجاله وأزلامه وعملاؤه ، أنهم لن يكسبوا أي معركة يفتحوها الآن أو في المستقبل ضد المغرب كيفما كان نوعها ، وهو المعتز بانتصاراته السابقة والمتوفر على قيادة حكيمة يمثلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره