يعيش حزب الإستقلال غليانا داخليا بعدما عبر الأمين العام للحزب، نزار بركة، عن رغبته في مغادرة سفينة الحكومة التي أضحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بفعل بطئ تفعيل التدابير والمشاريع التنموية، وأيضا بفعل انعدام الانسجام الحكومي على برامج موحدة ووفق رؤية واضحة وفعلية قابلة للتنزيل. ما واجهها الغضب الاجتماعي الذي يعاني من الارتفاع المهول والمتواصل للاسعار، حيث تسبب في شلل حقيقي للوضع الاجتماعي للمغاربة.
وتاتي هذه الرغبة التي أفصح عنها نزار بركة للقيادات الحزبية بحزب الاستقلال، وأغضبت بعضها الذي لوح بنتائج وخيمة لهكذا قرار، بعدما شهد التنظيم الداخلي للحزب ركودا أيضا، وشللا لم يألفه المناضلون الاستقلاليون، إذ تعثر عقد مؤتمر المجلس الوطني للحزب حتى الأن، وهو ما يهدده بحرمانه من دعم الدولة لخرقه لإحدى البنود المشروطة لتوصل الأحزاب السياسية بالدعم السنوي، وهو عقد مؤتمراتها في وقتها المحدد.
هذه الرغبة التي قد تتحول إلى قرار نهائي بمغادرة حزب الاستقلال للحكومة، ستحلحل الخريطة السياسية للحكومة وللمشهد الحزبي والسياسي ببلادنا، وأيضا ستؤكد قرارا سابقا لنفس الحزب، كان أن اتخذه الأمين العام الأسبق حميد شباط وجر عليه آنذاك انتقادات لاذعة، ما كان أحد الأسباب التي تراكمت لسحب الزعيم السياسي حميد شباط من قمة اقدم وأكبر حزب سياسي بالمغرب، بعدما ضخ فيه شباط دماء جديدة وخلق حيوية ونقاشا كبيرا في الساحة السياسية في فترة قيادته للحزب.
فهل يمكن اعتبار رغبة نزار بركة الأمين العام الحالي لحزب الاستقلال هي مؤشر لتنزيل أفكار الزعيم النقابي والسياسي حميد شباط التي كثيرا ما دافع عنها داخل تنظيماته الحزبية، وامام خصومه السياسيين، إن لم نقل تمهيد الطريق لهذا الأخير من أجل عودته إلى بيته الاستقلالي؟ .