خلال ندوة علمية بالجامعة الأفروآسويةأكاديميون وخبراء: التغيرات المناخية تفرض تدخلا عاجلا للحد من تأثيراتها على البشرية
ربط أكاديميون وخبراء في شؤون المناخ والبيئة نجاح الجهود المبذولة في الحد من تأثيرات التغيرات المناخية على مستوى العالم مرتبط بمدى تنفيذ دول العالم التوصيات الرصينة للبحوث العلمية الصادرة عن المؤتمرات العلمية الدولية.
وقال هؤلاء في ندوة علمية نظمتها كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية بالجامعة الأفروآسيوية مساء أمس الثلاثاء، بعنوان “الأبعاد الحقيقية للتغيرات المناخية وانعكاساتها على حياة الناس”، إن التطورات المناخية وتأثيراتها على البشرية تفرض تدخلا عاجلا للحد من التأثيرات المتلاحقة على مختلف مجالات الحياة.
وشارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والخبراء والمختصين من دول عربية عدة، وذلك وسط حضور لفيف من المختصين والمهتمين على المستوى العربي.
واستعرض الأستاذ الدكتور مدحت فرحات الأمين العام لمؤتمر “التغيرات المناخية وتداعياتها، الاستشراف والمعالجة”، الذي تنظمه الجامعة الأفروآسيوية في منتصف شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، محاور المؤتمر المتعددة، مشيرا لحجم الاستجابة الكبيرة من الأكاديميين والمختصين للمشاركة في المؤتمر العلمي الدولي.
وأكد فرحات، أن قيادة المؤتمر ستعمل على رفع التوصيات البحثية للجهات السيادية في دول العالم للأخذ بالتوصيات العلمية، وذلك لأهميتها في تقديم الرؤى الرصينة لتلك الجهات لإنقاذ البشرية من مخاطر التغيرات المناخية.
وأشار إلى أهمية الشراكة بين العالمين المتقدم والنامي لإدارة الجهود المشتركة للحد من تأثيرات التغيرات المناخية، والعمل المشترك بين الجميع لضمان نتائج أفضل لصالح الأرض والانسان.
وقال الأستاذ الدكتور أحمد الصبيحي، نائب رئيس الجامعة لفرع الصومال، إن تغير المناخ حقيقة لا بد من تقبلها، ولا بد كذلك من العمل من أجل الحد منها. لافتا إلى أن اختيار كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية للمؤتمر كان موفقا ومناسبا لحجم الخطورة التي تعاني منها البشرية جمعاء.
وأضاف، “التحدي الماثل هيكيلي معقد، ولا يوجد حلا سريعا آنيا يمكن تطبيقه للحد من المخاطر الناجمة عن المتغيرات”.
وأشار الصبيحي إلى أن تنفيذ التوصيات الصادر من المؤتمرات العلمية هو الأصعب؛ والأهم أن البدائل موجودة وكثيرة لكن يبقى الإنسان هو المسؤول الأول والأخير عن التغيرات والتدخل للحد منها.
شدد نائب الرئيس على ضرورة دعم البحث العلمي والتطوير، منوها إلى أن المسافة بيننا وبين البحوث الرصينة بعيدة، لذلك لا بد من جسر الفجوة بين البحوث وتنفيذ توصياتها.
بدوره، قال الأستاذ الدكتور رشيد ساري، إن مجموعة الفرضيات التي كنا نفترضها بالأمس حول تأثير التغيرات المناخية، باتت اليوم حقيقة بين أيدينا.
وقال ساري، هذه حقائق سوف تغير من خريطة العالم لذلك لا بد من التعامل الجاد مع الإشكالات الكبيرة لتلك التغيرات بما يحقق تنمية مستدامة حقيقية.
ونوه إلى أن المؤتمر المناخي للأفروآسيوية أتى في وقت حساس، يسعى العالم فيه لتجنب مخاطر التغيرات المناخية على البشرية، مقدما توصيات تتعلق بالعمل على الحد من المخاطر ترتكز على اعتماد اقتصاد المعرفة والاقتصاد الدائري وابتكار الأدوات الملائمة لمواجهة المخاطر المناخية.
من جهتها، لفتت الأستاذ الدكتور ميسرة أبو دان إلى تراكم المعرفة على مستوى العالم، وهي تتراكم لصالح الإنسان بما يحقق مصالحه.
وتطرق أبو دان في مداخلتها إلى وظائف المعرفة، وتناولت بالشرح أهمية استثمار تلك الوظائف في الحد من المتغيرات المناخية بشكل مهم وكبير.
بدورها استعرضت الأستاذ الدكتور صفاء تايه، النمو الاقتصادي لدول العالم، مبينة الموارد التي تعتمدها الدول لتحقيق ثرواتها.
وبينت أهمية خلق قوى ماهرة منتجة وذلك من خلال التدريب في رأس المال البشري، ناهيك عن استخدام التكنولوجيا في زيادة الإنتاجية على مستوى دول العالم.
من جانبه، قال الأستاذ الدكتور فؤاد عبد الله، إن المناخ يمثل حالة كلية شمولية ضمن الحالة الفيزيائية الطبيعية، وأن حالة الاختلال في عملية التوازن للكينونة الطبيعية لخصائص المناخ هي التي تسبب الخلل الحاصل على كوكب الأرض، بسبب الزيادات الصادرة للمكونات الأساسية لخصائص المناخ.
وحذر عبد الله من الضرر الذي سينجم عن الانبعاثات ” العالم سيشهد حالة من الضرر.. وكلما زادت هذه الانبعاثات سيشهد العالم مزيدا من الخطر الداهم سيدفع ثمنه العالم كله دون استثناء”.
وبين أن المشكلات بين المناخ والبيئة متعددة وكثيرة، وذلك وفقا لعملية التأثير، إذ إن معظم الأنشطة البشرية تقع تحت هذا العامل، لذلك لا بد من تضافر الجهود لايجاد حلول فعالة.
وفي كلمته الترحيبية، قال الدكتور عصام صيام مدير مكتب رئيس الجامعة، إن الجامعة تنظم المؤتمر المناخي انطلاقا من استشعارها بأهميته للبشرية، ولموقع الجامعة الفاعل في دول العالم، جاء تنظيم المؤتمر.
ونوه صياح، أن الجامعة بصدد تنظيم سلسلة مؤتمرات علمية دولية تتناول موضوعات حيوية، لخدمة البشرية وكوكب الأرض، وذلك انطلاقا من رسالة الجامعة الهادفة إلى توفير أفضل الظروف للناس لعيش حياة كريمة قائمة على السلم والوئام.
بدوره، أعرب مدير وحدة الندوات والمؤتمرات بالجامعة الدكتور عبد الله العبادي، عن شكره للمشاركين في الندوة العلمية، مبيناً أهمية الموضوع المطروح للنقاش، والذي يأتي في سياق تجهيز الجامعة لمؤتمرها المناخي.