محمد امهيدية وبصمته التنموية في الشرق رفعت من منسوب حب الوجديين له
بقلم/ ذ.عبد المنعم سبعي
في السياسة كما في الإدارة، تبقى الشخصيات التي بصمت تاريخها بمسارات النبل والعطاء ونكران الذات مثار ثناء وذكر جميل. وفي علاقة ساكنة جهة الشرق ومدينة وجدة على وجه الخصوص، ببعض المسؤولين الذين تميزوا في الأداء وأحبوا المدينة والجهة كأبنائها والمنحدرين منها أو أشد حبا، روابط حب لا تنقطع وجذوات عشق لا تنطفئ، والسي محمد مهيدية الوالي السابق لجهة الشرق والوالي الحالي لجهة طنجة تطوان الحسيمة أحد هؤلاء، فالذي يرى كيف أصبحت قلوب الوجديين تخفق كلما ذكر اسم محمد امهيدية، وكيف أضحت ذاكرة الوجديين تحتفظ بجدية ونزاهة هذا الوالي تذكرا وثناء وإكبارا، وكيف ينتشي الوجديون بعد كل انجاز يحسب له، أو نجاح يحرزه، قد يعتقد أن السي محمد امهيدية.
منحدر من هذه المدينة أو من إحدى القبائل المجاورة، لكنه الصدق في المشاعر الذي لا يتطلب التقاطع في الانتماءات الجغرافية الضيقة ولا يتطلب الوجبات الحزبية المغلفة بلغة المصلحة.
كان رياضيو مدينة وجدة والمهتمون بكرة القدم يتابعون نادي البوغاز خلال هذا الموسم الرياضي كما يتابعون سندباد الشرق، وكانت مناصرتهم لاتحاد طنجة والخوف على النادي من الانحدار إلى القسم الثاني نابعا من حب الوالي لهذا النادي الذي علمنا جميعا أنه مهتم لهمه، وبلغت فرحة الوجديين ببقاء فريق طنجة ضمن قسم الصفوة مبلغا لا يعادله سوى فرحتهم ببقاء المولودية الوجدية ضمن نفس القسم، وما كان فريق طنجة ليحافظ على مكانته لولا الجهود المبذولة من فعاليات أبناء البوغاز لكن بدعم واضح من السيد محمد امهيدية.
إن المتتبع لمسار والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، عندما كان يشرف على إصلاحات الملعب الكبير بطنجة استعدادا كأس العالم للأندية، أو في غيرها من المناسبات، لابد وأن يلاحظ اتساع الحضور الميداني على حساب التفلسف القانوني والسياسي، الذي يأكل حطب المسؤول عندما يسترخي في ظلال الكتب والمنشورات بحثا عن التناسق النظري لخطواته، لا يعني ذلك أن السيد امهيدية يسوق بلا خارطة تنموية وسياسية، فهو شريك وجوه كثيرة من ذوي الكفاءات العالية الذين تم تعيينهم على رأس بعض الولايات. وهو الحاصل على دبلوم مهندس دولة من المدرسة الوطنية للمعادن بفرنسا سنة 1981 وعلى دبلوم من المعهد العالي للأسمنت المسلح بمرسيليا سنة 1982، وهو الذي تدرج في المسؤوليات من رئيس مصلحة إلى مدير جهوي، ثم عامل صاحب الجلالة وأخيرا والي لأربع جهات من جهات المملكة.
إذا كان كل شيء يحيلنا على قوة قادرة على تأويله، فإن هذا الشيء في مسيرة امهيدية هو معانقته للأفق التنموي بكل مكوناته، ونعتقد أن هذا الأفق عند والي عاصمة البوغاز يسترشد بالنقد الذي لا يخفيه لكل خارج عن جادة الصواب، فهو يكيل لبعض القطاعات من اللكمات ما لا يقدر عليه الخصوم، ومن تبنوا مواقف المعارضة، إنه يهتدي في تصورنا بكون لغة المصالح الوطنية بسيطة ولا تتطلب كل التكلف الذي يحتاجه السياسي في تهيئ وجبة انتخابية أو حزبية.
**الصورة لساكنة وجدة تودع الوالي امهيدية بالعناق والدموع في مشهد نادرا ما يحظى به رجل سلطة.