ماذا كنت ستقول يا مصطفى بونيف أنت والسفهاء من أمثالك ، لوحظي طلب إنضمام الجزائر في تجمع البريك ؟
وماذاكان سيشحنكم به ذلك الإنضمام من إندفاع لتضاعفوا من تهجمكم على المغرب ؟
طبعا الوضع الإقتصادي للجزائر ، بما يتسم به من نقائص كان من الأسباب الوجيهة لرفض الطلب الجزائري ، لكن ما قاله وزير الخارجية الروسي لافروف يكشف عن الجانب السياسي للرفض .
لقد أوعز لافروف سبب الرفض الى السلوك السياسي للقادة الجزائريين سواء في محيطهم أو على الصعيد الأقليمي والدولي ، حتى وإن لم يذكرهم بالإسم.
وحسب ما صرح به الوزير الروسي ف ” إن معايير توسيع مجموعة بريكس تضمنت وزن وهيبة الدولة ومواقفها على الساحة الدولية “.
إن هذا القول الوجيز من رجل له وزن كبير في السياسة الدولية ، يحمل أكثر من مغزى ، وذو دلالات عميقة ، وينطبق على القادة الجزائريين .
وللتأكيد على ذلك نتساءل : كيف يمكن أن تكون للجزائر هيبة الدولة والوزن السياسي المعتبر على الساحة الدولية؟ وهي تعادي دولة جارة وتقاطعها وتصر على إغلاق الحدود معها ، وترفض أية وساطة لإصلاح ذات البين معها ، وتتعمد تأجيج الصراع ، مثل إصرارها على إستمرار نزاع ينذر بانفجار نزاع مسلح مباشر معها ، وتعاقبها بقطع إمدادها بالغاز الضروري لدوران عجلة إقتصادها ، إلى جانب إغلاق المجال الجوي للجزائر في وجه طيرانها.
وكيف يمكن جلب إحترام المجتمع الدولي للجزائر ، وكل حملاتها ، إما لتعزيز موقعها السياسي أو الأقتصادي، أو لمواجهة خصومها ، وفي مقدمتهم المغرب ، كيف يمكن جلب الإحترام للجزائر وحملات الأجهزة الجزائرية الزسمية وغير الرسمية ، تبنى على الكذب والتمويه ؟
وأذا ما قيل في المثل السائر ، إن حبل الكذب قصير ، فلأن الذين يكذبون في الجزائر لا يمكن لهم أن يخفوا حقيقة الأوضاع فيها ، حتى على عامة الناس ، فبالأحرى على القادة والسياسيين الذين تقدم لهم التقارير اليومية الموثوقة
لقد دأبت الحملات الإعلامية البليدة لأجهزة الإعلام الجزائرية على بث وإذاعة روبورتاجات عن مشاريع خيالية ولثروات موجودة أو متخيلة تم الشروع في إستغلالها على ما يدعون ، وأصبحت تعطي نتائجها المرجوة
ولبلادة القائمين والموجهين لتلك الحملات ظنوا أنها كفيلة بإخفاء الوضع الأقتصادي الحقيقي الذي تعيشه الجزائر ، وأن من شأنها أن تغطي على سوء تدبير الشؤون العامة والحكامة السيئة وانتشار الفساد ٠ وما دروا أن إصلاح الأوضاع السياسية والإقتصادية ، لا يتم بالخطب والتصريحات ، ولا بالتعليمات ولو صدرت على أعلى مستوى ، ولكن الاصلاح يتطلب تغيير العقليات وتطهير الذهنيات والقلوب من الضغائن والأحقاد ، سواء بالنسبة للتعامل بين أفراد المجتمع داخليا ،. أو مع الخصوم وحتى الأعداء
ألم يقل وزير الخارجية الروسي ليبرر رفض البريكس طلب الجزائر ؟ :
” إن معايير توسيع مجموعة بريكس تضمنت هيبة الدولة ومواقفها على الساحة الدولية “
فهل سلوك وسياسة قادة الجزائر تضمن لدولتهم الوزن والهيبة اللتين صنعهما المجاهدون من الجزائيين أثناء الثورة الجزائرية ، وبمساعدة ومؤازرة المغرب والمغاربة ؟
٣٣