الغابون”عملاق النفط” الإفريقي باحتياط يؤمن اقتصادها ل261 عاما
شد انتباه العالم، خصوصا فرنسا المستفيد الرئيس من خيرات الغابون بعد الانقلاب الأخير الذي أطاح بحكم علي بانغو الذي حكمت أسرته دولة الغابون 56 عاما.
وتعد الغابون الدولة الواقعة في غرب وسط إفريقيا، الأعلى في مؤشر التنمية البشرية في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء، وساعد و التي تقدر ساكنتها بنحو 2.3 مليون نسمة – إلى جانب الموارد الطبيعية الوفيرة، خاصة النفط، التي جعلتها تعرف بـ “عملاق النفط” الإفريقي.
و تبلغ مساحة الغابون 270 ألف كم2 تقريباً، ويحدها خليج غينيا من الغرب وغينيا الاستوائية إلى الشمال الغربي والكاميرون إلى الشمال والكونغو من الشرق والجنوب، استقلت عن فرنسا عام 1960، و حكمها ثلاثة رؤساء فقط، بداية من ليون مبا عام 1961. المتهم بتطبيق نظام حكم “ديكتاتوري سعى لضمان المصالح الفرنسية”. وبعد وفاته عام 1967 حل مكانه عمر بونغو حتى وفاته عام 2009. ثم نجله الرئيس الحالي علي.
وضغطت الرسوم السنوية المرتفعة على دولة الغابون بالانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط”أوبك”، إلا أنها عادت إليها رسمياً عام 2016، بعد أن كانت عضواً سابقاً فيها بين 1975 و1995، بحسب تقرير سابق لصحيفة “الشرق الأوسط”.
و أكدت تقارير متفرقة أن إنتاج الغابون من الغاز الطبيعي بلغ 454 مليون متر مكعب بنهاية 2021، حيث عرف ارتفاعاً بلغ 80 مليون متر مكعب فقط في 2010، وفقاً لتقرير “أوبك” السنوي. و تمتلك الغابون 26 مليار متر مكعب من احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة بنهاية 2021، معظمها في حقول النفط.
و للاشارة فالحكومة الغابونية تعتمد بشكل كبير على إيرادات النفط الخام، والتي تمثل مع إيرادات السوائل الأخرى قرابة 45% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. ثم إن صادرات الغابون من النفط والسوائل الأخرى شكّلت ما يقرب من 79% من إجمالي إيرادات الصادرات خلال عام 2021.
وتتمتع الغابون بثروة نفطية هائلة، حيث تمتلك ملياري برميل من احتياطيات النفط المؤكدة (بيانات 2016)، وفقا لموقع worldometers، وتحتل المرتبة 35 على مستوى العالم باحتياطيات الخام، وتمثل حوالي 0.1% من إجمالي احتياطيات النفط العالمية البالغة.
والاحتياطيات المؤكدة للغابون تعادل 260.9 ضعف استهلاكها السنوي، وهذا يعني أنه بدون الأخذ في الحسبان الصادرات، احتياطي النفط يكفيها 261 عاما. ويبلغ إنتاج الغابون من الذهب الأسود قرابة نحو 193 ألف برميل في اليوم.
وفرنسا لديها شركة تعدين في الغابون وهي “إيراميت”، التي تمتلك حصة الأغلبية في Comilog، وهو منجم لخام المنغنيز في مقاطعة أبر أوغوف، وبحسب الموقع الإلكتروني للشركة، تنتج الشركة أكثر من 5 ملايين طن من المنتجات سنويا.
وعقب الإعلان عن الانقلاب أعلن متحدث باسم شركة “إيراميت” عن تعليق أنشطة الشركة بالغابون وتوقف النقل بالسكك الحديدية. وعلى مدار العام 2022، استفاد اقتصاد الغابون من ارتفاع أسعار النفط، وانتعش إلى 3.1% في العام الماضي.
و استفاد الميزان التجاري للبلاد وماليتها العامة من ارتفاع أسعار السلع الأساسية والأداء الجيد لصادرات السلع الأساسية مثل النفط والأخشاب والمنغنيز. ونتيجة لذلك، سجلت الجابون أقوى فائض في الميزانية في عام 2022 منذ صدمات أسعار النفط في عام 2014.
أمام هذه الثروات الضخمة والفرص المتاحة لنهضة تنموية تمكن الشعب الغابوني من الاستفادة من ثرواته وطاقاته البشرية الشابة والمبدعة في ظل التغيير الذي حدث مع الانقلاب الذي تمكن من وضع السلطة في يد الحرس الرئاسي الغابوني..هل هذا النظام الجديد يمكنه أن يحقق حلة الغابونيين في تنمية عادلة ومستدامة.