انطلقت اليوم الثلاثاء الاحتفالات الرسمية للدورة ال 129 لمغال توبا الكبير (وسط السنغال)، وهو حدث ديني صوفي اجتماعي، تحتفل به الطريقة المريدية إحياء لذكرى نفي الشيخ أحمدو بامبا ، وذلك بحضور العديد من ممثلي السلطات الدينية والحكومية والمحلية والدبلوماسية ووفد مغربي مهم .
وترأس الحفل الرسمي لهذا الحدث سيرين أبو مباكي، خليفة سيرين فالو مباكي (1945-1968) الذي يمثل الخليفة العام للمريدين، سيرين ماونتاخا باصيرو مباكي.
وترأس وفد الحكومة السنغالية إلى هذا الحدث الديني وزير الداخلية أنطوان فيليكس ديومي مرفوقا بوفد مهم يضم عددا من اعضاء من الحكومة.
ومثل المغرب في هذا الحفل الرسمي للمغال الكبير لتوبا وفد يرأسه سعيد شبار، الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى، ويضم على وجه الخصوص السادة يزيد الراضي، رئيس المجلس العلمي الجهوي لجهة سوس ماسة، ومحسن إيكوجو وأحمد آيت عزة، مديرين مركزيين بالمجلس وأعضاء من سفارة المغرب بالسنغال.
وفي تصريح بهذه المناسبة، أشار وزير الداخلية السنغالي، أنطوان فيليكس ديومي، إلى البعد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي لمغال توبا الكبير. وقال “إن لهذا الحدث الديني الكبير المغال، بعدا اقتصاديا وأيضا بعدا اجتماعيا وثقافيا. وكشفت دراسة للجنة المنظمة أمس أن ما يقرب من 6 ملايين حاج جاؤوا للاحتفال بالمغال في توبا “إنه ليس بالأمر الهين”.
وأضاف: “لهذا السبب، مع اقتراب هذا الحدث، طلب منا رئيس الجمهورية ماكي سال العمل في تعاون مثالي مع اللجنة المنظمة للمغال الكبير لإنجاح هذا الحدث”.
وبحسب المنظمين، فقد استقبلت مدينة توبا المقدسة أكثر من خمسة ملايين حاج وسبعة عشر وفدا أجنبيا بمناسبة انعقاد الدورة ال 129.
وتحسبا لهذا الحدث، اتخذت السلطات السنغالية سلسلة من التدابير لضمان إقامة مغال توبا الكبير في أفضل الظروف الممكنة.
وفيما يتعلق بالنظام الأمني الذي تم وضعه لضمان سلامة الأشخاص والممتلكات خلال هذا الحدث، وظفت الشرطة الوطنية طاقما من 4106 موظفا فضلا عن موارد لوجستية كبيرة.
كما أعادت السلطات السنغالية، الجمعة الماضية، تشغيل خط قطار داخلي لنقل الحجاج والمريدين إلى مغال توبا الكبير، بعد خمس سنوات من التوقف.
وتشتهر السنغال بتسامحها الديني، إذ يبلغ عدد المسلمين فيها أكثر من 90 في المائة ، معظمهم ينتمون إلى الإسلام الصوفي.
من ناحية أخرى، اتخذت السلطات السنغالية مجموعة من التدابير ليمر المغال الأكبر لتوبا في أحسن الظروف الممكنة.
وكان مدير الأمن العمومي في السنغال، ابراهيما ديوب ، قد صرح السبت الماضي، بأنه ” ارتباطا بالمغال الأكبر، تمت تعبئة طاقم مكون من 4106 عنصر أمن وموارد لوجستية كبيرة لتغطية بلديات توبا ومباكي وديوربيل وبامبي، أي بزيادة قدرها 352 عنصرا إضافيا، مقارنة بالعام الماضي”.
ويعتبر المغال أكبر حدث ديني في القارة. ويجسد هذا الحدث التبجيل العميق والتكريم الذي يكنه المريدون لمؤسس الطريقة، أحمدو بامبا مباكي، واسمه الحقيقي أحمد بن محمد بن حبيب الله.