بعد حرمانها من المياه لعدة أيام، سيتمكن قريبا إنقاذ القسم الفرنسي 101 في مايوت من قبل المغرب، الذي عرض مساعدته على فرنسا.
“نحن عطشانين” يهتف سكان جزيرة مايوت، المحرومون من الماء لمدة يومين من أصل ثلاثة.
وتعاني المقاطعة الفرنسية من أزمة مياه ولا تزال تنتظر تدخل الدولة الفرنسية التي يبدو أنها نسيت الأرخبيل الصغير تمامًا. وأمام هذا الوضع الكارثي الذي لا يمكن أن يعرفه غير بلد متخلف، عرض المغرب مساعدته بسخاء لفرنسا.
وأوضح المتحدث باسم الحكومة المغربية في مؤتمر صحفي أن “ما يحدث في فرنسا أمر فظيع ومن الطبيعي أن نقدم مساعدتنا” وأضاف “لقد تعرضنا للتو لزلزال مروع، لكن هذا لا يعني أننا ننسى قيمنا وصداقاتنا وتضامننا مع القوة العالمية السادسة”.
ولا يزال المغرب، حتى الآن، ينتظر الضوء الأخضر من إيمانويل ماكرون لإرسال المساعدات إلى جزيرة مايوت، لكن رئيس الجمهورية الفرنسية لم يصدر أي رد فعل بعد. ويشاع في الأروقة أن الرئيس لن يقبل المساعدة من المغرب إلا إذا قبل المغرب المساعدة من فرنسا لإدارة مرحلة ما بعد الزلزال، وهو يعلم علم اليقين أن جميع المغاربة وراء ملكهم أدهشوا كل العالم بتضامنهم التطوعي، ولا يحتاجون تضامن رئيس دولة تطاول عليهم حينما حضرت السياسة رغم المشهد المأساوي الذي خلّفه زلزال المغرب، إذ استفز المغاربة، بإعلان استعداد بلاده تقديم المساعدات الإغاثية، ووجّه كلمة للشعب المغربي، وليس إلى السلطات الرسمية.
دون أن ننسى ما أبانه الإعلام الفرنسي وحكومته من نظرة استعلائية كبيرة.
فمتى أصبح مقبولا أن يخاطب رئيس دولة شعب دولة أخرى، في شأن يكون الخطاب فيه عادة للمسؤولين مباشرة؟. فربما شعر ماكرون أن فرنسة الشعب المغربي تعطيه سلطة على المغاربة، وهذا يبين خطورة الاستعمار اللغوي والثقافي.
والحمد لله، المغرب دولة ذات سيادة ويحق لها قبول ورفض وتقرير ما تريد، ولديها خبرة كبيرة في التعامل مع الكوارث، وهذا ليس أول زلزال يضرب المغرب ويعرف كيف يديره، والنتائج يراها المغاربة وكذا العالم على أرض الواقع.