ماذا يحدث في الجزائر وفي تونس؟!
أشهد الرئيس الجزائري العالم عليه، وهو يخطب في هيئة الأمم المتحدة أمام صفوة صناع القرار على أن الجزائر ستنفذ خطة مائية استراتيجية غير مسبوقة في مجال تحلية ماء البحر، حيث أكد الرئيس عبد المجيد تبون، أنه سيحلي 300مليار متر مكعب يوميا مع نهاية العام 2024 . ما دفع بوسائل الاعلام ومنصات التواصل الاجتماعي إلى إطلاق سيل جارف من السخرية على هذا الرئيس الشهير بالجزائر “القوة الضاربة” والجزائر “العدس” و”الفاصوليا”، و”جزائر البريكس”.
وقال عبد المجيد تبون، في كلمته أمام هيئة الأمم المتحدة، ” إن بلادي قطعت “أشواطا معتبرة” لاسيما في قطاعات التربية والصحة والبناء، والكهرباء والمياه، وعلى ذكر المياه، فإن بلادي انطلقت ببرنامج تحلية البحر، وسنصل مع نهاية سنة 2024 إلى إنتاج مليار و300 مليون متر مكعب يوميا “.
كلام الرئيس الجزائري المنفوخ بجنون العظمة أو ” فقر وعنطزة” يشخصها واقع الحياة المزري في الجزائر الشقيقة التي لن يصل أغلب ساكنتها الماء الشروب بانتظام، وأن أحزمة الصفيح تحيط بجل المدن الجزائرية، وأن العاصمة نفسها بنيتها لازالت على حالها كما تركها المستعمر الفرنسي، بل أسوأ، كما تؤكد ذلك الفيديوهات الحديثة المنشورة من طرف الجزائريين عبر اليوتيوب والتكتوك، وغيرها من وسائل الاعلام.
وبحسب الخبراء فإن تحلية مياه البحر وفق رقم عبد المجيد تبون، وزمن تنفيذه الذي حدده في 15 شهرا فقط من الآن، يتطلب وقتا طويلا أكثر من تقديرات “الرئيس”تبون”، وجهدا ميدانيا كبيرا، وخطة عمل محكمة فيها منسوب عال من النزاهة والشفافية في التدبير والتسيير في مثل هذه المشاريع العملاقة، وهو ما تفتقده دولة الجزائر التي يتحكم فيها العسكر، وينخرها الفساد طولا وعرضا، والشعب يئن بذلك يوميا، والاعلام يكشف ذلك معززا بالكلمة والصورة، فلا مجال لاطلاق الكلام على عواهنه أمام العالم، فإن صناع القرار في هيئة الأمم المتحدة، اعتبروها مزحة تداولوها بسخرية كبيرة في مقاصف مبنى الأمم المتحدة للتخفيف عن الضغط اليومي لعمل هؤلاء بمقر الأمم المتحدة.
تحليةمليار و300مليون متر معكب يوميا لمياه البحر في أفق العام المقبل؛ رقم فيه من المغالاة ما لايصدقه الخبراء في مجال تحلية الماء، خصوصا، وأن وعود الرئيس الجزائري لشعبه مثلها مثل “حبة قمح محروقة” لن تنبت زرعا، ولن تؤتي بثمار ينفع الناس. كما “تمنيه الصبياني” من هيئة الأمم المتحدة بتبني تقرير المصير لشعب يعشش في ذاكرته فقط. عوض أن يتحلى بشجاعة القادة الحكماء والجهر بتحرير الصحراويين الذين يحتجزهم في صحراء تندوف في مخيمات تنعدم فيها شروط الانسانية على مدى حوالي نصف قرن.
وفي سياق آخر ، تنتقل عدوى هكذا تصريحات ووعود الرئيس الجزائري إلى الرئيس التونسي سعيد قيس، الذي بدوره لم يَُقيِّسْ” بالعامية المغربية. كلامه، وهو يتكلم عن عاصفة الفياضانات التي ضربت الشقيقة ليبيا، التي كان من المفروض أن يهتم أكثر بالدعم اللوجيستيكي لإخواننا الليبيين لتخفيف آثار الفيضانات التي أزهقت أرواحا كثيرة، وينتقل عندهم لمواساتهم، فتح لهم منجد البحث عن إسم العاصفة دانيال التي بلغ بحثه في أرشيفه الجامعي ليستقر على أن اسم هذه العاصفة هو “نبي عبري” تعمد المسؤولون عن تسميته هكذا من” أبراهام إلى دانيال..”.!!، بحسب قول الرئيس التونسي الذي سيطر على الحكم في بلاد “ثورة الياسمين“، وألغى كل السلط، وأصبح الحاكم الوحيد الأوحد في تونس الخضراء.
ومناسبة الحديث عن فياضانات ليبيا، فلقد كشفت وسائل إعلام ليبية وغيرها تعمد الوفد الجزائري الذي ذهب لتقديم المساعدة لليبيين سرقة ممتلكات المواطنين الليبيين في عز أزمة البحث عن الناجين والمفقودين في الفياضانات…. بربكم، ماذا يحدث في الجزائر وتونس؟!