تستطيع القارة الإفريقية سد ثغراتها في مختلف المجالات الاستراتيجية بفضل تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية، وترتكز تكنولوجيا الفضاء على تبادل المعرفة والتكنولوجيا اللازمة لتسليح البلدان الإفريقية.
ويعوق تطوير الفضاء طبيعة قطاع الفضاء كثيفة رأس المال، فضلاً عن عدم وجود هيكل إداري رسمي يمكنه تعزيز الجهد الجماعي.
ويشكل قطاع الفضاء في المشروع الكبير لتنمية إفريقيا مكانة استراتيجية حقيقية، ووفقا لبعض الخبراء فإن استخدام تكنولوجيا الفضاء والأقمار الصناعية يجب أن يسمح للقارة بالاستجابة بشكل أفضل للمشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تواجهها.
تغزو الدول الإفريقية الفضاء إدراكًا للفرص المتاحة في قطاع الفضاء، وتمتلك ثماني دول في القارة وكالة فضاء، وثماني دول أخرى طورت برامجها الفضائية، وخمسة عشر دولة وضعت أقمارها الصناعية في المدار، ليصبح المجموع 45 قمرا صناعيا منذ عام 1998، وفقا للاتحاد الإفريقي.
دعا قادة أفارقة لاستغلال إمكانات قطاع الفضاء بشكل أفضل، إلى تعزيز التعاون بين أفريقيا والغرب الأكثر تقدما في قطاع الصناعة الفضائية. فلا تزال الاحتياجات المرتبطة بتنمية قطاع الفضاء في إفريقيا عديدة وملحة. وفي الوقت الحالي، لا يمكن لقدرات البلدان التي لديها قمر صناعي في القارة أن تسمح بالتغطية المثلى لاحتياجات جميع السكان وحتى الحكومات، لذلك يبدو أن غزو الفضاء يمثل فرصة وضرورة في نفس الوقت. وفي هذه الديناميكية، يعد التعاون مع الدول الشريكة، التي حققت تقدمًا معينًا في هذا المجال، أمرًا ضروريًا.
وقال محمد بلحسين مفوض الاتحاد الإفريقي للتعليم “يمكن لعلوم وتكنولوجيا الفضاء أن تلعب دورا أساسيا، لا سيما في تلبية احتياجات السكان الأفارقة فيما يتعلق بمكافحة الكوارث الطبيعية والصدمات المناخية وتحسين الأمن الغذائي، ومع ذلك لا تزال التحديات هائلة بسبب عدم استغلال الموارد الطبيعية بشكل كافٍ والافتقار إلى البنية التحتية الكافية.
والحقيقة هي أن العديد من البلدان بدأت للتو في إظهار الاهتمام بعلوم الفضاء. لقد حققت هذه المنطقة الكثير من التقدم في القارة. تساعد علوم الفضاء البلدان على التعامل مع العديد من مشاكل الحياة اليومية المختلفة. على سبيل المثال، يمكن لصور الأقمار الصناعية أن تظهر لك حالة منطقتك الساحلية، ويمكن أن تظهر لك مستويات إزالة الغابات والفيضانات..”
وأضحت الجهود المبذولة في مجال التنمية المكانية واضحة في أفريقيا.وأطلق المغرب قمرين صناعيين لرصد الأرض بين عامي 2017 و2018. ووضعت تونس أول قمر صناعي لها في المدار في مارس 2021، والذي أطلق عليه اسم Challenge One ، وهو قمر صناعي نانوي مخصص لإنترنت الأشياء. وأطلقت الغابون مرصد المناخ الفضائي التابع للمجموعة الاقتصادية لدول وسط إفريقيا (ECCAS) في يونيو 2021، بينما تخطط رواندا لإطلاق كوكبة من الأقمار الصناعية بحلول نهاية عام 2023.
وأصبحت تكنولوجيا الفضاء الآن أداة ذات أهمية متزايدة لمعالجة تغير المناخ والزراعة وغيرها من القضايا. ولهذا السبب تم إنشاء وكالات الفضاء في عدة دول إفريقية والعمل على إنشاء مراكز فضائية للتميز تركز على البحث والتطوير.
وتقدر سوق صناعة الطيران العالمية بنحو 477.1 مليار دولار ، وتدعم 1.7 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، وبالنسبة للاتحاد الإفريقي هناك حاجة ملحة لتطوير القدرات الصناعية القادرة على تحويل الأفكار المبتكرة، بهدف الاستفادة من الموقع الجغرافي لإفريقيا في أن تصبح لاعباً عالمياً في قطاع الفضاء.