بقلم الدكتور عبدالكريم الوزان
مثل شعبي شائع لدى العراقيين. (حديدة): اي قطعة حديد صغيرة جدا. (الطنطل ): اعتقاد سائد لدى بعض البسطاء وبخاصة في المناطق الشعبية والريفية بأنه نوع من أنواع الجن. فتجد أحيانا الأم حين تريد منع طفلها عن سلوك سيء تهدده بظهور (الطنطل)!!..
نعود لما نبغي من وراء مقالنا هذا وهو الحديث عن مأساة قضاء الحمدانية في محافظة نينوى ، حيث حصل حريق هائل مساء الثلاثاء الماضي، خلال حفل زفاف في قاعة مخصصة للمناسبات الاجتماعية، مخلفا مئات الضحايا بين قتيل ومصاب من مجموع ١١٠٠ كانوا مدعوين للحفل، قضوا أو اصيبوا حرقا وخنقا، حتى تحول الفرح الى فاجعة أدمت القلوب .
يقينا فإن الاهمال في الغالب هوالعامل الفاعل وراء حوادث كثيرة ومنها هذه الحادثة. المسؤولون يصولون ويجولون وتُصك الأذان من تبجحهم بتوفير وسائل الأمان والراحة وتقديم الخدمات، والحفاظ على الأمن، لكنهم لايعيروا اهتماما لضمان قواعد السلامة والأمان لأماكن ومراكز تجمعات سكانيةً كبيرة سياحية وترفيهية، وهذا ما شاهدناه في قاعة (الهيثم ) للمناسبات محل الحادث الأليم.
لابد اذن من اتخاذ اجراءات تتعدى الاعتقال والتحقيق والاحالة الى المحاكم وصولا لاعادة النظر في اجراءات الحماية المدنية والرقابة والتشديد في ضوابط منح رخص انشاء المباني. وقيام المسؤول بواجباته بالشكل الأمثل حتى لا يصبح مجرد (حديدة عن الطنطل)!!.
