أخبارالرئيسيةثقافة و فن

باحثون..هَبَّة الشعب المغربي كشَفت انزلاق الاعلام الفرنسي والجزائري وساءلت غياب السياسي المحلي

شدد الباحثون المشاركون في ندوة فكرية نظمتها الجامعة الأوفروأسيوية والحدث الافريقي الخميس 28 شتنبر، على هامش زالزال الحوز وفياضانات ليبيا الشقيقة، بعنوان” الآثار النفسية والاجتماعية لما بعد الكوارث الطبيعية” والتي أدارها بمهنية عالية الكاتب والصحافي عبد الله العبادي،بتقنية عن بعد، شددوا على ضرورة تنزيل السياسة المجالية التي تسمح بحق ضواحي الجهات من التنمية ما يحفزها على التقدم والتطور مثلها مثل باقي المدن الكبرى في المملكة المغربية في إطار برنامج شمولي تنموي مستدام يهم كل المناطق المهمشة في المغرب.

وتوقف هؤلاء الباحثون عند غياب الناخي السياسي المحلي من برلمانيين ومنتخبين، ما يدفع غلى ربط المسؤولية بالمحاسبة في هذه المناطق التي تزلزلت وباقي المناطق المهمشة في المغرب.

الكاتب والصحافي / عبد الله العبادي

كما طالب هؤلاء الباحثون الاعلام العمومي بإنجاز برامج للتحسيس والتوعية بالزلازل وكيفية التعامل معها إثر حدوثها. واستنكر المتدخلون أيضا، الانزلاق اللاأخلاقي واللا مهني للإعلام الفرنسي والجزائري إثر تغطيتهم لأحداث زلزال الحوز.

وكان هؤلاء الباحثون والمحللون السياسيون الذين ضمتهم الندوة يتكونون من الأخصائي النفسي محمد بلبال والدكتورة فاطمة الزهراء عتاق والدكتورة عتيقة هاشمي  والإعلامي عبد السلام العزوزي وكلهم من المغرب والدكتور علي الهلالي  من ليبيا  والدكتور أحمد الصبيحي من الإمارات العربية المتحدة.

وقال الأخصائي النفسي محمد بلبال، في مداخلة له، “الفاجعة خلفت آثارا عميقة في نفسية الضحايا الذين صدموا بهذه الفاجعة الطبيعية، ومثل هذه الأضرار النفسية قد تستمرلأكثر من شهر، وقد يؤدي إلى مرض نفسي”.

الأخصائي النفسي/ محمد بلبال

  ويضيف “بلبال” أن الذكريات تكون مريبة ومخيفة ومبنية على حقائق بالنسبة للاشخاص الذي يصابون بهذه الصدمة، حيث يحدث له هذا الاضطراب أحلام مزعجة في المنام كما في اليقظة أحيانا، وبالتالي يصبح الانسان يعيش على مناخ كله ذعر وخوف “، وبالتالي يتجنب المصاب بالصدمة ما أمكن الحديث عن الأشياء والأماكن التي تذكره بها، والنساء أكثر ضررا وأكثر تعرضا لمثل هذه الصدمات النفسية، ما يفرض رعاية كبيرة ومتواصلة حتى الشفاء.

واستعرض “محمد بلبال” الهبة الاحتماعية التي كانت العلاج النفسي الأول لهؤلاء، وهو ما سماه بالعلاج الجماعي، ذلك أن التضامن ايضا يعطي آليات دفاعية ليكون المريض محفزا للشفاء.

وقال الإعلامي عبد السلام العزوزي ومدير”الحدث الافريقي”، إن كارثة زلزال الحوز هي صدمة حقيقية بالنسبة للمتضررين، وأيضا صدمة للمغاربة أجمعين الذين تأثروا بشكل كبير بما حدث، فأبدعوا هبة شعبية-ملكية غير مسبوقة على المستوى العالمي ولا زالت مستمرة حتى هذه الندوة، ما أعطى شعبنا درسا بليغا في التضامن والتآزر والتكافل في هكذا كوارث طبيعية”.

الاعلامي / عبدالسلام العزوزي

وأضاف ذات المتحدث، “أن السرعة التي دبر بها جلالة الملك محمد السادس هذه الأزمة الزلزالية ومشاركته الفعلية والفعالة في مسيرات التضامن حفزت أكثر المجتمع المدني وباقي المؤسسات الدولية الحكومية وغير الحكومية على المستوى الدولي وليس فقط على المستوى الوطني لتكثيف تضامنهم وتعاونهم من خلال المساهمة في صندوق دعم الزلزال الذي أحدثه جلالة الملك أو من خلال تقديم دعم مباشر يتجلى في الإمدادات الغذائية والألبسة والأفرشة لضحايا الزلزال”.

وفيما يتعلق بالتغطية الاعلامية لهذا الحدث، قال العزوزي” لقد حضرت لتغطية فاجعة زلزال الحوز أكثر من 310 قناة تلفزية أجنبية، ضمنها 78 وسيلة إعلام فرنسية، إضافة إلى القنوات التلفزية المغربية، ووسائل الإعلام  الوطنية الأخرى، هذا إلى جانب باقي منصات التواصل الاجتماعي التي نشطت بشكل غير مسبوق في هذه الكارثة الزلزالية”.

وفي هذا السياق، شدد الإعلامي العزوزي على تنديده واستنكاره للمنزلق الذي سارت إليه وسائل الاعلام الفرنسي  إلى جانب الاعلام الجزائري في تحريفها لأحداث الزلزال وإلباسه غطاء سياسيا مقيتا، جر عليه وابلا من السخط الشعبي المغربي وتنديدا شديدا للعديد من المنظمات الصحفية والاعلامية المهنية بالمغرب وخارجه، مذكرا ببيانات الفيدرالية المغربية لناشري الصحف ونادي الصحافة بالمغرب، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية.

وفي نفس السياق، أكد نفس المتحدث على ضرورة تكوين الصحفيين في كيفية التعامل مع هكذا أحداث طبيعية لصون مهنة الصحافة من الانزلاقات وصون كرامة المتضررين وتحفيز الفاعلين في هذه الأحداث على بذل جهود مضنية لربح الوقت وتفادي خسائر كبيرة.

وفي سياق متصل، تساءل العزوزي عن دور السياسي المحلي والبرلماني المحلي..أين كان قبل الزلزال..قبل أكثر من سنتين على انتخابه من طرف هؤلاء السكان، لم اسمع شخصيا برلمانيا صرخ في قبة البرلمان يطالب الحكومة بفك العزلة عن هؤلاء وتنمية هذه المناطق المهمشة؟ ولذلك وجب تنزيل ربط مبدأ المسؤولية بالمحاسبة في مناطق الأطلس والريف.يضيف الإعلامي العزوزي.

الدكتور علي الهلالي

وأكد الباحث  الليبي علي الهلالي ” أن فياضانات ليبيا وحدت الشعب الليبي في ظل التناحر القائم على السلطة الأن، بالرغم من أن هذه الفياضانات كانت صدمة قوية لم يألفها الليبيون بحكم مناخ المنطقة التي يتميز بالحار صيفا والبارد شتاء، ويذلك فليبيا في منآى عن الزلزال والفياضانات، إلا أن الذي حصل في المغرب محزن يدفعنا إلى اعادة تاريخ المنطقة وزلزال المغرب كان مؤشرا ليمر الى ليبيا لتحدث فيها فيضانات في غياب أبحاث ودراسات..

واشار نفس المتحدث إلى أننا في المنطقة المغاربية محتاجين إلى آليات التعاطي مع هذه المتغيرات وفي هذه الظروف التي تفرض التدخل السريع لانتشال الضحايا..متسائلا هل السدود كلها في منآى عن ما حدث في ليبيا.

وأوضح الهيلالي، أن حجم التساقطات التي سقطت في ليبيا على مدار العام سقطت في يوم واحد في درنة ما أحدث فيضانا مفجعا ومؤلما.

وقالت الباحثة عتيقة هاشمي، “أن هذه الكوارث كانت لها تأثير على الجانب الاجتماعي والنفسي، و خلال هذا القرن (21) عرف العالم كوارث عديدة من حرائق وفيضانات وزلازل . ولعل المساعدات التي قمدت للمتضررين، يمكن أن تجعل المصابون يتخطون هذه الأزمة النفسية.

الدكتور عتيقة هاشمي

ويهمني، تضيف الباحثة هاشمي،” أن ننوه بهذا التضامن القوي العفوي للشعب المغرب،هي رسالة موجهة إلى العالم وإلى الأحزاب السياسية..تقول أن الشعب إذا أراد أن يقوم بشيء فهو قادر على ذلك.

و زيارة جلالة الملك  للمتضررين في المستشفيات رفعت من معنوية الضحايا”.

وتساءلت نفس المتحدثة، “لماذا لم يعلن المنطقة منكوبة حتى تكون التعويضات كفيلة بتعويض كل المتضررين، وأضافت”من يحدد هذه التعويضات وكيف يتم ذلك؟

واشارت إلى أن هناك خسائر في الرأسمال البشري، إضافة إلى أن هناك تحديات اقتصادية واجتماعية، بالنظر إلى  الطبقات الهشة التي كانت أكثر تضررا بعد فقدهم لممتلكاتهم.ما يفرض امتصاص الصدمة الفردية ودفع المواطنين المتضررين إلى إثبات الذات واعادة الثقة لهم لمملرسة حياتهم الطبيعية.

وحملت الباحثة عتيقة هاشمي، الجميع المسؤولية، مشيرة إلى ضرورة وجود ارادة سياسية للنهوض بأوضاع المنطقة، والعمل بتنزيل صيرورة العمل الحكومي من خلال مواصلة تنفيذ البرامج القبلية بعد تغيير حكومي ، حتى لا يتضرر تدبير الشأن العام وتهدر الأموال في مشاريع جديدة وتوقيف سابقتها، وهو ما يكلف خزينة الدولة كثيرا. 

وقالت الفاعلة السياسية والحقوقية، الدكتورة فاطمة الزهراء عتاق، ” المجتمع المدني قام بتضامن غير مسبوق، بشكل عفوي، وكان اتصال روحي بين المواطنين، حيث تكتلت القوى المجتمعية الفاعلة في غياب النخبة السياسية، وأبان الزلزال الذي أعتبره عملية تقييمية إلهية.”.

الدكتور فاطمة الزهراء عتاق

وأضافت، فاطمة الزهراء عتاق، قائلة” أن الزلزال وضع تقييم تدبير الشأن المحلي على المحك، فالجهوية الموسعة لا تشتغل إلا في المدن فقط، وفي كبريات المدن أو بعض القرى التي توجد فيها الصناعة..الزلزال كشف هشاشة القرى المجاورة للمدن، فمثلا مراكش مدينة متقدمة وضواحيها مهمشة. مردفة، “أننا فوجئنا أن الناس لا علاقة لهم بما يجري حولهم في عهد الرقمنة والذكاء الاصطناعي..الفاعلون السياسيون غائبون”..رجال السلطة قاموا بالواجب..ولذلك أطالب باعادة النظر في هذه المناطق بنيويا…ليس الحوز فقط وإنما في باقي المناطق الأخرى للمغرب ..برنامج بديل لمواجهة التغيرات المناخية”.

وبعدما أشادت الباحثة عتاق، بالدور الكبير الذي قام به جلالة الملك منذ اليوم الأول للزلزال، من خلال تبرعه بالدم وعيادته للمرضى ودعمه لصندوق التبرع لزلزال الحوز بملياردرهم، تساءلت نفس الباحثة عن دور البرلمانيين المحليين في مثل هذه الكوارث الطبيعية.”

وقالت الدكتورة فاطمة الزهراء عتاق، “المغاربة معدنهم طيب، هبوا هبة شعبية يتقدمهم جلالة الملك، فأعطوا درسا بليغا في رص الصف المغربي وتجديد تقوية اللحمة الوطنية ووحدتها، فكان درسا بليغا للعالم أجمع سجله التاريخ المغربي بمداد من الاعتزاز والفخر”.

ومقابل تنويهها بالوزيرة فاطمة الزهراء بما قامت به خلال الزلزال. استنكرت الباحثة عتاق، غياب وزيرة التضامن والأسرة في هذا الزلزال”. 

وفي سياق متصل، اعتبرت الفاعلة السياسية والحقوقية، عتاق،  “أن الزلزال كشف الناخب السياسي الذي لا زال يشتغل بالعشوائية،وبدون رؤية سياسية. قائلة” كفانا من السياسة الترقيعية..يجب مراجعة “النفْس السياسية”. مردفة، هل فعلا أن في المغرب موجود مناطق مثل هذه.. بهذه الهشاشة؟.

وطالبت عتاق، في ختام مداخلتها بضرورة انجاز حملات تحسيسية بالزلازل للمواطنين في القنوات التلفزية المغربية.

الدكتور أحمد الصبيحي

وشاطر الدكتور أحمد الصبيحي من الإمارات العربية المتحدة،”أحد السائلين من متتبعي الندوة عبر تقنية عن بعد، حول فائدة تنظيم هكذا ندوات بعد وقوع مثل هذه الأحداث، معتبرا أنها طبعا لن يكون لها أثر آني، لكن تخلخل النقاش حول هذه الظواهر من أجل الاستعداد لها إذا ما حدثت في المستقبل، وهذا هو دور الندوات والنقاشات المفتوحة.

نحتاج إلى فقه مستقبلي يدرس الأمور من جميع الجوانب ..تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وبرامج في المدارس والجامعات وتوفير الدعم الاجتماعي للمتضررين من الزلازل والفيضانات”.

وأشار الباحث الصبيحي، أنه يجب أن تكون هناك برامج مجتمعية تحسيسية بمخاطر الكوارث الطبيعية وكيفية تفادي خطورتها، إضافة إلى وجود بنية تحتية قوية تمكن من التقليص من مخاطر هذه الكوارث الطبيعية.

واشار إلى أن ما قام به المغاربة كان ملفتا، انسجم فيه الانساني بالاجتماعي. وتمنى أن يكون هذا الزلزال الذي كان غمة بالنسبة للمغاربة أن يصبح همة لبناء المستقبل والاستعداد إلى هكذا كوارث طبيعية.

والشكر موصول للمهندس “معاد” على إدارته التقنية للندوة..

 

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button