انتهت حياة يفغيني بريغوجين، الرئيس السابق لمجموعة فاغنر، بشكل مفاجئ في 23 غشت.
وأعلن فلاديمير بوتن في سانت بطرسبرغ وقبل أقل من شهر، في إطار القمة الروسية الإفريقية أن هناك ضرورة ملحة لمحاربة الاستعمار الجديد الذي تتبناه الدول الغربية.
هل أضعف اختفاء بريغوجين خطط روسيا للقارة الأفريقية؟ الخبراء يعلقون على هذه القضية.
أكد يان سانت بيير في مركز أبحاث في الدوائر الشرقية “كان بريجوجين مديرا عاما في حد ذاته، مما يعني أن المنظمة كانت تعمل بشكل مستقل عنه وعن جميع البنية التحتية المحيطة بهذه المنظمة، والتي تعتبر إفريقيا عنصرا رئيسيا لها من حيث التمويل وغسل الأموال وعوامل أخرى. كل البنية التحتية موجودة لذلك لا يزال في مكانه”
وتجاوزت موسكو بكين بحلول عام 2022 باعتبارها المورد الرئيسي للأسلحة في إفريقيا. ومع ذلك، فهو يمثل أقل من 1% من الاستثمار الأجنبي المباشر في القارة. فهل تكون أهداف روسيا في زمن الانقلابات جيوسياسية بحتة؟
“إن الكثير مما فعلته روسيا وشركة فاغنر على مدى العامين الماضيين كان، بعبارة فجة، الإشارة إلى فرنسا. وأعتقد أن فرنسا كانت هدفهم الرئيسي. لذا فقد استهدفوا المستعمرات الفرنسية السابقة في إفريقيا. تقول بولين باكس، من مجموعة الأزمات الدولية “لقد نجح الأمر بشكل مدهش. وقد نجح الأمر بشكل مدهش. ومع ذلك، فإن روسيا لا تستثمر فعلياً. ولا تقدم البلاد مساعدات تنموية. ولا تقدم مساعدات إنسانية”.
وتكتسب موسكو دعماً كبيراً على الساحة الدولية من خلال الحد من النفوذ الغربي، وبحصولها على 54 صوتا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، تشكل الدول الإفريقية وحدة واحدة.
ورغم الانفتاح المتبادل بين روسيا وإفريقيا، وحاجة كل طرف للآخر، إلا أنّ التعاون بينهما دونه الكثير من التحديات. ووفقا لتقرير “فورين بوليسي”، فإن أوجه القصور في العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا وإفريقيا، لا يمكن التغلب عليها في ليلة وضحاها، بخاصة وأن التنافس قوي ممثلا في الصين ومشروعها لإنشاء محور الحزام والطريق، والذي يربط عددا من دول القارة الأفريقية عبر شبكة من المشاريع التنموية والاقتصادية، وتحديدا تلك المشاريع المتعلقة بدعم وتطوير قطاع البنية التحتية وقطاع الاتصالات، وتعتبر مساعي روسيا للعودة كشريك تجاري واقتصادي مفهومة وذات فرصة نجاح كبيرة، فروسيا تسعى إلى تجاوز أزماتها مع العقوبات والتحرشات السياسية من جانب الولايات المتحدة وأوروبا، عبر التعاضد مع الدول الإفريقية، وتنتهز في سبيل ذلك، الاحتياج الإفريقي لتعدد نقاط التحالف، بخاصة وأن الشراكات مع دول الاتحاد الأوروبي عادة تكون مرهونة باشتراطات سياسية واجتماعية محددة، كما أن الولايات المتحدة قد تراجع اهتمامها بالشأن الإفريقي إجمالا، سواء منذ عهد الرئيس السابق باراك أوباما وتركيزه على سياسة “التوجه نحو آسيا”، أو في عهد خلفه دونالد ترامب وتوجهاته اليمينية المتشددة، التي تتضمن مواقف معلنة وعنصرية إزاء دول القارة.