أخبارالرئيسيةفي الصميم

الانتخابات العربية أو حين تُهزم الإرادة الحقيقية

لا يخفى على أحد من العقلاء، إلا المطبلين طبعا، أن شكل الانتخابات في العديد من الدول العربية، سواء قبل الخراب أو بعد الخراب العربي، ليست سوى مسرحية يحيكها السياسيون ويتقنها بعض البهلوانات من المجتمع، في سيناريو مفضوح للعيان وبشكل بليد. ما أصعب أن تجد كاتبا أو مثقفا أو صحافيا، أو جامعة بعينها تؤازر أو تدافع عن شخص ما أو حزب ما، في ضرب صارخ للممارسة الديمقراطية والحق في الاختيار.

كيف يتم الضغط على الجماهير الكادحة والمستضعفة بهذه الطريقة الشنيعة، لكسب الأصوات وحثهم للتصويت على فلان أو فلان، وهم نفسهم من يحاضرون في مدرجات الجامعة وعلى شاشات التلفاز ليل نهار عن الممارسة السياسة وحرية الانتخابات والحق في التغيير والدفاع عن العدالة الاجتماعية.

كيف يمكن أن نصدق المثقف المتملق للسياسة، الذي يلهث وراء مصالحه ورضا الساسة عنه، أي صورة تنشأ عن أمثال أنصاف المثقفين وأنصاف الإعلاميين الذين يمجدون قادة الأحزاب من أجل امتيازات ولو على حساب المبادئ وشرف المهنة، نعم لقد صار هؤلاء كراكيز في أيدي الساسة.

عجيب أمر هؤلاء المطبلين، المنتفعين من واقع الفساد المستشري في الجسم العربي، عجيب أمرهم فعلا، من المفروض أن يدافعوا عن الحق في الاختيار والحق في التناوب على السلطة والفعل السياسي النزيه. صعب أن تتواجد مثل هده النماذج في مجتمعنا، غير قادرين على قول الحقيقة، وغير قادرين على السكوت، فيصيرون أبواق مجانية للفساد والظلم والاستبداد.

باسم الأمن والخوف من الفتنة، سيقنعوك أحيانا بما يقومون به، رجال دين سماسرة، ومثقفون وهميون، وإعلاميون يبيعون كل شيء من أجل مكاسب ضيقة. سيحدثوك عن مجتمعات خربت بسبب البحث عن التغيير، ويقنعوك أننا أفضل هكذا، رغم بطنك الفارغ فأمنك أولى، نعم طريقة جديدة قديمة للسيطرة وبسط النفوذ وفرض الأمر الواقع.

سيقولون لك، نحن في أمان، ويصنعون لك دوما عدوا خارجيا مصطنعا، لا وجود له في الحقيقة، إلا في مخيلتهم، فقط ليسيطروا عليك. ويقنعوك بفكرة، من قال لك من يأتي من بعده سيكون أفضل منه، الله يرحمك سعدالدين ابراهيم، حين قلت بأن أسوأ صورة للمستقبل تلك التي تنتج عن الموقف السلبي من صنع المستقبل، وهؤلاء بصفة عامة صورة مظلمة عن تصور المستقبل، لا يستطيعون أن يتصوروا أي شيء لا حاضر ولا مستقبل، ولا حتى فهم الماضي.

ما أحوجنا إلى عقل جديد، ما أحوجنا إلى عقليات جديدة، تفهم الواقع كما يجب، لا تصفق كالأبله، بل تعي ما تفعل، تنتقد ما ترى، وتحلم بطريقة الكبار بعيدا عن لعب الصغار.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button