من اغتال الفحولة؟
بقلم: ذ. خالد عبد اللطيف/
تتجمع الافكار والمشاريع والطموحات والأماني مع نهاية كل سنة،ومع استحضار كل هذه المشاعر والمواقف تتلاشى أشياء أخرى من ذواتنا بسبب مقنع وغير مقنع،ننسى أشياء كثيرة لأننا نكرهها،ونستحضر أشياء أخرى لأننا نحبها،وبين التذكر والنسيان،والحب والكراهية تستمر الحياة غير عابئة بأحزاننا أو أفراحنا،وفي كل نهاية لسنة توشك أن تلفظ انفاسها،نجد أنفسنا أمام أمرين،إما نكون مجبرين على الخضوع والاستسلام لأن العام المحتضر قد تمكن من استنزافنا،وإما ان ان تتجدد طاقتنا لأنه هيأ لنا كل أسباب النجاح ويسر أمورنا…
قد نعيش لحظات شرود قد تطول أو تقصر،لأن البناء يقابله الهدم بتعبير نيتڜه،وجدلية العبد والسيد مستمرة،والقلة تقاوم حتى لاتحبس في الاقفاص مع العبيد،والاغلبية تخفي رأسها في الرمال منسجمة مع رتابة الاجراس ومنبطحة لقانون العادة..
يمكنك ان تكون كائنا بالفعل والقوة بالاندماج وسط الزحام،او بالانعزال عن هذا العالم..وهما خياران يتجددان مع تطور القوانين ويقظة الوعي الجماعي…
صعب جدا ان ينبع الاحتجاج والتمرد والعصيان من ذوات تعيش في منطقة الامان،وللتوضيح اكثر من يمتلك منزلا فاخرا وسيارة فارهة وراتبا سمينا لايستطيع الانتفاضة اذا حاولت جهة ما إخراجه من منطقة الأمان إلى منطقة اللاأمان،وتلكم معضلة كبرى .
اما الذين يستمتعون فقط بفكرهم وكتاباتهم وابداعاتهم وانخراطهم الفعلي في الثقافة ومرجعياتها،هم مهددون اليوم لعملية تصدي واسعة للاجهاز على فكرهم عن طريق خلق البياضات في حياتهم وانشطتهم،وتمرير خطاب يائس بأن مايقومون به لاجدوى منه،ولاطائلة من ورائه..
وبعيدا عن لغة الشك والارتياب والظن،هناك مؤامرة كبرى تستهدف الجميع بدون استثناء،البقاء فيها للفاسد،والموت فيها للصالح..
وبعيدا عن لغة التفاؤل،يظل المثل المغربي القديم صالحا لكل مكان وزمان”الخيل واقفة ولحمير كتبورد “وكل عام والحمير كتبورد..