نفت جولييت توما، المتحدثة باسم الأونروا، التقارير الإعلامية التي تحدثت عن دخول الوقود عبر معبر رفح، وأكدت عدم دخول “أي إمدادات إلى غزة منذ 7 أكتوبر، على الإطلاق: لا وقود، ولا طعام، ولا ماء، ولا أي نوع آخر من المساعدات”.
أكدت مديرة الإعلام والتواصل لدى وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) مجددا أن أي وكالة تابعة للأمم المتحدة لم تتمكن من إدخال أي إمدادات إلى قطاع غزة، ودعت إلى الرفع الفوري للحصار للسماح بتقديم المساعدة الإنسانية.
وأوضحت توما أيضا أن بعض الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر نقل إمدادات طبية أساسية من قبل الوكالة إلى شركائها الصحيين في مدينة غزة، مشددة على عدم تعرض مستودعات الأونروا لأي أعمال نهب على الإطلاق.
مليون نازح
تشير تقديرات الوكالة إلى نزوح ما يقرب من مليون شخص منذ بدء التصعيد، منهم أكثر من 400 ألف يقيمون في منشآتها. وانتقل غالبية النازحين إلى الجنوب، ولكن لا يزال هناك نازحون في المناطق الشمالية من القطاع.
واضطرت الأونروا إلى فتح العديد من هذه المرافق على الرغم من عدم تجهيزها لإيواء الناس بسبب ارتفاع مستويات النزوح، بما في ذلك مستودع لوجستي جنوب القطاع.
وأضافت الوكالة الأممية أن “الإمدادات الخاصة بالأونروا تنفد، وهي تنفد بسرعة. الملاجئ مكتظة. ولا يتوفر في الملاجئ ما يكفي من خدمات الصرف الصحي. نتلقى تقارير تفيد بأن مئات الأشخاص يتشاركون في مرحاض واحد”.
نقص في المياه في جميع أنحاء قطاع غزة
وقالت توما أن الغالبية العظمى من سكان غزة لا يحصلون على المياه، وأضافت “المياه تنفد، والمياه هي الحياة، والحياة تنفد من غزة”.
وشددت على أن الوكالة تتابع هذا الملف عن كثب وأعربت عن مخاوف جدية بشأن انتشار الأمراض المنقولة عبر المياه، خاصة وأن الناس بدأوا باللجوء إلى مصادر المياه غير النظيفة، بما في ذلك مياه الآبار.
ومن أجل استعادة خدمة المياه، أكدت المتحدثة باسم الأونروا على أهمية توفير الوقود لضخ المياه وتشغيل محطة التحلية. كما أشارت أيضا إلى انقطاع إمدادات مياه الشرب التي كان يوفرها القطاع الخاص الإسرائيلي إلى غزة.
“ربما لن يكون على ما يرام”
وأكدت الأونروا مقتل 14 من موظفيها في غزة منذ التصعيد، وأن “غالبيتهم كانوا من المعلمين”، وأن عدد القتلى بين موظفي الوكالة البالغ عددهم 13 ألفا “من المرجح أن يكون أعلى من ذلك”، وأن “البعض قتلوا في منازلهم مع عائلاتهم”.
وأصبح العديد من موظفي الأونروا أنفسهم نازحين، “لقد لجأ الكثيرون إلى الأصدقاء والأقارب. ولكن العديد والعديد منهم يلجأون إلى مرافق الأونروا، بما في ذلك المرافق التي لم تكن مجهزة لتصبح ملاجئ”.
وأشارت مديرة الإعلام والتواصل لدى الوكالة أن زملاءها في الأونروا الذين يواصلون تقديم الخدمات للناس في غزة “يحصلون على لتر واحد من الماء يوميا في مكاتبنا في الجنوب حيث قمنا بنقل مركز عملياتنا”، وقالت “إن الوضع على الأرض مأساوي للغاية. يستمر القصف والغارات الجوية في غزة. إن موظفينا مرعوبون وقلقون للغاية بشأن ما ستجلبه الساعة القادمة، ناهيك عما سيجلبه اليوم التالي. يطلبون منا أن نبقى على اتصال دائم بهم، ويخبرونا أنهم لا يستطيعون حتى طمأنة أطفالهم بأن الأمر سيكون على ما يرام، لأنه ربما لن يكون على ما يرام. نشعر أن مستويات اليأس والإحباط والإرهاق بين موظفينا على وجه التحديد تزداد كل ساعة. كلما طال أمد هذا، كلما طال التعب والإرهاق والإحباط الذي يصاحب ذلك”.
“قبل بدء الحرب”
وقالت توما إن الأونروا كانت توفر التعليم لنحو 300 ألف طالب في غزة في 180 مدرسة قبل الأزمة الحالية، فيما كانت الوكالة تدير أيضا مراكز رعاية صحية ومراكز تدريب مهني.
وقالت إن الأونروا كانت تزود 1.2 مليون شخص في غزة بالمساعدات النقدية والغذائية، مما يدل على الوضع المزري الذي كانت تعيشه غزة “قبل بدء الحرب”، مشيرة إلى أن أربعة من كل خمسة أشخاص في القطاع كانوا يعيشون بالفعل في فقر.