عسكريا، لا معنى لكل المذابح التلمودية للغزيين المقاومين، اذا لم يعقبها هجوم عسكري بري لغزة، والحال أن ذلك سيعني حرفيا حربا اقليمية، وربما ،جزئيا،عالمية، وقرار من هذا المستوى، يستحيل أن يتم اقراره اسرائيليا فقط، يحتاج حتما إلى قرار امريكي، اذن اطلسي، وهو المستبعد، راهنا، جدا، وهذه معضلة كبرى لحلف الاستعمار والعدوان، يروج اعلاميا، ان تمة خلاف، حول الموضوع، داخل القيادة في (اسرائيل)بين الحكومة، وداخلها(النتن ياهو وبعض وزرائه) وبين القيادة العسكرية، ومخابراتها.
واقول انه انعكاس فقط، لبعض تناقضات مركز القرار في امريكا، بين المجمعين الصناعيين، المدني والعسكري، المفارقة الممزقة للاستراتيجية الاطلسية، ان كلا المجمعين، في امريكا وعموم الغرب الاستعماري، متفق على ان العدو الأهم راهنا، هو الصين اقتصاديا وحليفيها: الروسي والكوري الديمقراطي، عسكريا، والبريكس تجاريا وديبلوماسيا،،،ولا يجوز لذلك الانجرار التاكتيكي، إلى مواجهات اخري إقليمية واحرى كونية بعيدا عن الخطر الاعظم على مصالحهم
الاستراتيجية، بل والمصيرية، في تابيد سيادة نظامهم على العالم وهو ما يمثله البريكس،وليس العرب، خصوصا وقد منيت مخططاتهم على هذا الصعيد العربي، بالفشل الذريع استراتيجيا، وذلك في ما سموه (الفوضى العارمة)او (الربيع العربي).
لقد تمكن تحالف الشرق الناهض بقيادة الصين وروسيا من هزيمة الاطلسي في اوكرانيا،ثم لاحقا، جره نحو المركز الحقيقي للصراع العالمي(المشرق والمغرب العربيين) وبؤرته (فلسطين) حيث فضيحة الاستعمار اوضح، وحيث مؤهلات الأمة في المقاومة،ارجح، وحيث نقاط ضعف الامبريالية، اكثر وانضج للاستثمار سياسيا واقتصاديا وديبلوماسيا وبشريا واخلاقيا.
من هنا انطلق الاستعمار، وهنا سيندحر،وهذا ما وعته جيدا،واشتغلت استراتيجيا على استثماره، الدول العظمى التاريخية و/او الناهضة، ويبدو حتى الان، أنها نجحت، سيسجل 7 اكتوبر، في التاريخ، كلحظة من أعظم لحظاته أهمية وتحولا في مساره، حيث التقت او تقاطعت، استراتيجيات متعددة ومتنوعة(الصين، روسيا، ايران ، والعرب،،)وبقية شعوب ودول العالم، المحبة للسلام والحرية والكرامة والاستقلال.
مراكش 23 أكتوبر 2023