بقلم/ الدكتور عبدالكريم الوزان
المثل الشعبي العراقي (وره ماخلص العرس اجتي الرعنة تهلهل ). . والعرس هو حفل الزفاف .أما الرعنة فهي الحمقاء. و(تهلهل) : اي تزغرد ويراد به بعد فوات الأوان.
ومازلنا مع غزة وبقية مناطق فلسطين التي تتعرض للإبادة وتغيير الخريطة وعلى عينك ياتاجر. ستتوقف الحرب يوما ما وتكون غزة ساعتها قد سويت مع الأرض .وسترون بعدها كيف سينبري البعض ، وتتعالى الهتافات مباشرة من الأشقاء وأبناء العمومة، حتى تصل إلى التهديد بسحق العدو الغاشم إنْ كرر فعلته النكراء، وأنهم داعمون بالأرواح والعطر الفواح مع كيلو تفاح وطاح العنب طاح وحياة ابوعبد الفتاح، وصورني وآني مرتاح ،و(وره ماخلص العرس اجتي الرعنة تهلهل)!!.
نقول لمن أراد سحق الكرامة وطمس الشموخ والإباء العربي، وسلب حق أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة بالاستقلال والعيش الكريم ، ولمن فقد بلده وولده . وللشهداء والجرحى وذويهم. وللقابضين على الجمر، لكل هؤلاء ، نذكر بماقاله الإمام الشافعي :
لا تأسفن على غدر الزمان لطالما
رقصت على جثث الأسود كـلاب
لاتحسبن برقصها تعلو على أسيادها
تبقى الأسود أسود والكلاب كـلاب
تموت الأسود في الغابات جوعاً
ولحــم الضـأن تأكلـــه الكــــلاب
وذو جهل قد ينــام على حريــر
وذو علـم مفــارشــه التــراب
*
الدهر يومان ذا أمن وذا خطر
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدر
أما ترى البحر تعلو فوقه جيف
وتستقر بأقـصى قـاعه الدرر
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف الا الشمس والقمر
*
نعيـب زماننــا والعيب فينـــا
ومــا لــزمـانــا عيـب ســوانــا
ونهجو ذا الزمـان بغيـر ذنب
ولو نطــق الزمـان لنــا هجانـــا
وليس الذئـب يأكل لحـم ذئـب
ويأكـل بعضنــا بعضــا عـيانـــــا
*
دع الأيــام تفعل ما تشــاء
وطـب نفسـا إذا حكـم القضــاء
ولا تجــزع لحادثــة الليالي
فـمــا لحـوادث الدنيــا بــقــاء
ومن نزلــت بساحتــه المنايـا
فـلا أرض تــقيـــه ولا سمـــاء
وأرض الله واسعــة ولكـن
إذا نزل القضــاء ضـاق الفضــاء
دع الأيـــام تغـدر كل حيـن
فمـا يغنـي عن المـوت الــدواء