روسيا و رفضها لمسودة أمريكا وثبات فرنسا على موقفها من الصحراء
عارضت روسيا الاتحادية إلى جانب الموزمبيق مسودة تقرير الولايات المتحدة الأمريكية الأخير، معتبرتين إياه “غير متوازن”. ودعت الدولتان (روسيا والموزمبيق) بحسب مصادر عليمة، معا إلى اعتماد مبدأ تقرير المصير عبر الاستفتاء، مع تحديد الأطراف المتنازعة في طرفين أساسيين هما المغرب والبوليساريو، وهو ما يتناقض مع قرارات سابقة لمجلس الأمن، ويتناقض أيضا مع موقف روسيا من الصحراء المغربية التي تربطها بالمملكة اتفاقيات صيد في الأقاليم الجنوبية، هذا إضافة إلى امتناعها عن التصويت العام الماضي دليل عن موقفها الداعم لمغربية الصحراء، وأيضا رفضها إقحام البوليساريو في القمة الروسية الأفريقية. ما تيعطي تفسيرا واحدا وهو أن روسيا تعارض فقط “حصرية” الولايات المتحدة في تدبيج مسودة التقرير دون إشراكها في ذلك.
وكان مجلس النواب المغربي، قد صوت في العام 2021 بالإجماع لصالح تمرير اتفاقية للتعاون في مجال الصيد البحري مع روسيا في مياهه الأطلسي بما فيها الأقاليم الصحراوية للمملكة . وقالت خلال هذه الجلسة البرلمانية، الوزيرة المغربية المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين في الخارج، نزهة الوافي، إن الاتفاقية تهدف إلى تجديد اتفاقية قديمة انتهت خلال مارس2020.
وتسمح الاتفاقية، بحسب نفس الوزيرة، بأن تستغل السفن الروسية الثروة السمكية في المنطقة الخالصة للمغرب في المحيط الأطلسي، والتي تمارس فيها المملكة حقوقها السيادية الكاملة، بما فيها المياه المتاخمة للأقاليم الجنوبية بالصحراء المغربية. وتمتد الاتفاقية حتى العام 2025، وهي الثامنة بين البلدين في مجال الصيد البحري منذ اتفاقية أولى وقعت عام 1992. وهذا ما يؤكد الطرح الذي يأتي في سياق هذه المناوشة السياسية الروسية اتجاه أمريكا في مجلس الأمن.
و كان أفرج مجلس الأمن عن تفاصيل الجلسة المغلقة ليوم 24 أكتوبر الماضي. ، وهي الجلسة التي وضعت فيها الولايات المتحدة الأمريكية مسودة القرار متجاهلة تعديلات كل من روسيا والموزمبيق. وياتي هذا الإفراج عشية موعد آخر جلسة لأعضاء مجلس الأمن للحسم في مسألة تجديد ولاية بعثة “المينورسو” في الأقاليم الجنوبية، ومن المتوقع أن تمدد إلى عام آخر،
وفي نفس السياق أيدت فرنسا، العضو الدائم بمجلس الأمن، و التي تمر من أزمة ديبلوماسية عميقة مع المغرب، -أيدت- مشروع القرار الذي وضعته الولايات المتحدة الأمريكية رفقة كل من الإمارات العربية المتحدة والغابون.
ودعت الولايات المتحدة الأمريكية في مسودة تقريرها إلى تجديد ولاية بعثة المينورسو بشكل مباشر، وأكدت على ضرورة التوصل إلى حل سياسي دائم ومقبول.
وهذا ما سيخلص إليه قرار مجلس الأمن في نهاية المطاف، من تأكيد على استمرار بعثة المينورسو في الصحراء المغربية والدعوة مرة أخرة إلى الحوار والحل السياسي الذي يساهم في استتباب الأمن والسلم بمنطقة شمال افريقيا والساحل والصحراء. وذلك إقرارا بأن قرارات مجلس الأمن السابقة كانت قد تجاوزت مصطلحات “تقرير المصير” و”الاستفتاء” التي تروجها الجزائر صنيعة البوليساريو، ولم يعد يسمع لها صدى في ظل تزايد الاجماع الدولي حول شرعية مغربية الصحراء.