طائرات بدون طيار في إفريقيا..شركة تصنيع أمريكية تستقر في المغرب
تشهد قارة إفريقيا تغيرات تكنولوجية، وثورة في استخدام الطائرات بدون طيار، سواء في المجال المدني أو العسكري.
وأظهرت في المجال العسكري، الحرب في أوكرانيا بشكل خاص دورها الحاسم في المراقبة والاستخبارات وحتى عمليات الهجوم التكتيكي، مما سلط الضوء على قيمتها كأدوات للردع والعمل العسكري.
وينعكس هذا الحماس في مبادرات مثل مبادرة نيجيريا ، التي بدأت إنتاج طائرات عسكرية بدون طيار لزيادة قدراتها الدفاعية ووضع نفسها كقائد تكنولوجي على مستوى القارة.
ومن خلال إثراء المعرفة المحلية والاستجابة للتحديات الأمنية المعقدة، تستثمر نيجيريا ودول أفريقية أخرى في تطوير وإنتاج الطائرات بدون طيار. في هذا السياق، يتم تطوير طائرة Milkor 380 من قبل جنوب إفريقيا، وهي طائرة بدون طيار مثيرة للإعجاب بحجمها وقدراتها، ومخصصة لعمليات الاستخبارات والمراقبة طويلة الأمد. ويوضح هذا النوع من الابتكار تماما اتجاه القارة نحو تبني حلول تكنولوجية متقدمة لتعزيز الأمن والاستقرار الإقليميين.
وتعمل في ظل هذه الديناميكية، الشركة الأمريكية المصنعة للطائرات بدون طيار وحلول البيانات الآلية، أونداس ، على ترسيخ نفسها بشكل استراتيجي في منطقة المغرب العربي، مما يمثل مرحلة جديدة في تطور قطاع الطيران الإفريقي. إن تعاونهم مع شركة “مغاربية نت” ، وهي شركة مغربية متخصصة في مختلف التقنيات، بما في ذلك الأمن والطاقات المتجددة، يبشر بمستقبل واعد للطائرات بدون طيار في المنطقة.
ولا تقتصر الشراكة بين أونداس ومغاربية نت على صفقة تجارية بسيطة، بل تتجه نحو تآزر مثمر.
ويمثل بعيدًا عن البعد التجاري، هذا التوسع في أوندا في المغرب العربي علامة مشجعة على القدرة التنافسية التكنولوجية والاستقلالية للقارة الإفريقية. ومن المهم أن نلاحظ أن نهج التدويل هذا، لا يحجب الجهود المحلية، بل يهدف إلى تكميلها وتوسيعها.
ولا يمكن النظر إلى إنشاء شركة أونداس في شمال إفريقيا بمعزل عن غيرها؛ إنه جزء من حركة أوسع للاعتراف بإفريقيا باعتبارها أرضًا خصبة للتكنولوجيات المتطورة. ومع سوق الطائرات بدون طيار الذي يقدر بمليارات الدولارات والنمو السنوي المستدام، تضع القارة نفسها كلاعب رئيسي في قطاع الطيران. وبالتالي فإن التحالف بين أوندا ومغاربي نت هو مقدمة لعصر من الشراكات المثمرة، ويمثل خطوة مهمة نحو التنمية التكنولوجية والصناعية في إفريقيا.