وكالة بيت مال القدس يفتح نافذة للتضامن مع أطفال فلسطين في معرض كتاب الطفل
وقفت هاجر لتتأمل بطاقة بريدية تلخص جمال مدينة القدس.. أماكنها المقدسة، قبابها ومآذنها، أزقتها الضيقة، مدينتها القديمة، أسواقها… تتنهد الطفلة في مشهد يوحي بأن الأحداث المؤلمة التي تعيشها فلسطين تأسر تفكيرها.
بتأن شديد، وبحركات تتجاوز سنها، تكتب الصغيرة على المساحة المتاحة بالبطاقة البريدية رسالة تضامن ومواساة ومحبة، بسيطة ومباشرة.
“أصدقائي الفلسطينيين، أتضامن معكم. أحبكم كثيرا. احموا مدينة القدس والمسجد الأقصى. تشبثوا بالإيمان. أطفال المغرب يحيونكم، واعلموا أن قلوبنا معكم!”، ثم تضع هاجر، التي تبلغ من العمر 15 سنة، رسالتها بعناية في صندوق بطاقات بريدية وضعته وكالة بيت مال القدس الشريف رهن إشارة زوار رواقها بالدورة الأولى للمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب بالدار البيضاء.
كما لو أن روح المكان واللحظة والمشاعر قد التقطتها هذه البطاقة البريدية، بما هي أداة للتبادل الإنساني، لترسم بالحبر الأزرق تحفة فنية صغيرة تتجاوز حدود الواقع، حقيقة لا مجازا، إذ ستتكفل وكالة بيت مال القدس الشريف بنقل هذه الرسائل إلى الأشخاص المرسلة إليهم: أطفال فلسطين.
ففي رواق وكالة بيت مال القدس الشريف بالمعرض الدولي لكتاب الطفل والشباب، لا شيء يلفت الإنتباه مثل هذه المبادرة الفريدة والمتميزة، والتي لقيت استحسانا كبيرا من لدن الزوار صغارا وكبارا.
في هذا السياق، أكد محمد رضوان، الباحث المتخصص في شؤون القدس، أن “هذه البطاقات البريدية التي تحمل رسائل عفوية ومن القلب بخط يد الأطفال المغاربة إلى إخوانهم بفلسطين والقدس، تكتسي حمولة رمزية وإنسانية وأخوية قوية، لا سيما في هذه الظرفية الصعبة والدقيقة التي يعيشها أطفال فلسطين”.
وأشار رضوان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “هؤلاء الأطفال يعبرون عن مشاعر المواساة والتضامن التي كانت دائما حاضرة في علاقات الشعبين المغربي والفلسطيني سواء في ظروف الرخاء أو أوقات الشدة”.
وبخصوص دعم المغاربة الثابت والمستمر لأشقائهم الفلسطينيين، أكد أنه “يكفي أن نعلم أن المملكة المغربية تتكفل بتمويل، بنسبة تفوق 80 في المائة، البرامج والمشاريع الاجتماعية والصحية والتعليمية والثقافية التي يتم إنجازها من طرف وكالة بيت مال القدس الشريف منذ أزيد من ربع قرن”.
وضم رواق وكالة بيت مال القدس الشريف بمعرض الكتاب الدولي للشباب والطفل بالدار البيضاء، عددا من المنشورات التي تبرز المبادرات والأعمال التي تسهر عليها هذه الوكالة، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لفائدة سكان المدينة المقدسة.
وما فتئت وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع الميداني للجنة القدس التي يرأسها جلالة الملك، تكرس التزامها الثابت من أجل حماية حقوق المقدسيين والحفاظ على الهوية الحضارية والتاريخية لمدينة القدس.