عانت لعدة أشهر، الطائرات المدنية في الشرقين الأدنى والأوسط من أعطال مثيرة للقلق في أنظمة الملاحة الخاصة بها. تنطوي هذه الحوادث غير المعزولة على شكل متطور من التشويش الإلكتروني: خداع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) . تتضمن هذه التقنية إصدار إشارات مزيفة لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، مما يؤدي إلى تضليل الطائرات حول موقعها الحقيقي، مما قد يؤدي إلى عواقب كارثية محتملة. حدث مثال صارخ في 10 شتنبر عندما اضطرت طائرة بوينج 777 أثناء عبورها بالقرب من بغداد إلى طلب موقعها الدقيق من مراقبة الحركة الجوية ، بعد أن فقدت إشاراتها الملاحية.
أصبحت السلامة موضع تساؤل
وتثير هذه الظاهرة المثيرة للقلق تساؤلات حاسمة حول سلامة الطيران. عادة، في حالة فشل نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، تعتمد الطائرات على وحدة القصور الذاتي (INS) الخاصة بها للملاحة. و كشفت مع ذلك هذه الحوادث أن دائرة الهجرة والجنسية، التي من المفترض أن تكون مستقلة ومقاومة للتشويش، كانت تظهر أيضًا مواقع غير صحيحة. وهذا يعني وجود ثغرة أمنية نظامية، لأن نظام INS، من خلال تعديل نفسه بشكل دوري لبيانات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يمكنه دمج معلومات خاطئة، مما يعرض التنقل الكامل للجهاز للخطر.
ويتفاقم الوضع بسبب عدم وجود حلول فورية. وفقًا لخبير الاتصالات عبر الأقمار الصناعية تود همفريز، فإن تصحيح هذا الخلل سيتطلب إصلاحًا شاملاً لإلكترونيات الطيران . لا تقتصر هجمات الانتحال هذه على منطقة أو جهة فاعلة واحدة. وقد تم الاستشهاد بإيران وإسرائيل لاستخدامهما مثل هذه التكتيكات، ولا سيما إسرائيل لمواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ التابعة لحماس وحزب الله . كما أثرت هذه العمليات على ملاحة الطائرات التجارية القريبة.
وتتخذ هذه المشكلة أبعادًا غير مسبوقة، حيث تم الإبلاغ عن أكثر من 50 حادثًا مؤخرًا. وقد حدد الباحثون في جامعة أوستن في تكساس طهران كمصدر محتمل لهذه الإشارات. وفي الوقت نفسه، كشفت الملاحظات عن شذوذات مماثلة بشأن إسرائيل، مع الاشتباه في اتخاذ إجراءات دفاعية ضد الهجمات الصاروخية. تسلط هذه النتائج الضوء على زيادة المخاطر على سلامة الطيران التجاري.
وفي مواجهة هذه التحديات، يجب على أطقم العمل التكيف. وبدون معالم موثوقة، فإنهم يعتمدون أكثر على تعليمات مراقبة الحركة الجوية وطرق الملاحة التقليدية. ويسلط هذا الوضع الضوء على أهمية تنويع وتأمين أنظمة الملاحة الجوية لحماية الطائرات من مثل هذه التهديدات السيبرانية.
تكشف هجمات انتحال نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) عن ثغرة أمنية خطيرة في أمن الطيران الحديث. ويدعوون إلى التوعية العاجلة والتعاون الدولي لتعزيز آليات الدفاع ضد هذه التهديدات الإلكترونية، وبالتالي ضمان سلامة الركاب وموثوقية السفر الجوي.
