عَلِيْ الْمُشَاغِبْ وَالْمُعَلِّمَة الذَّكِيَّة
مَرْحَبًا بِكُمْ أَعِزَّائِي الصِّغَارْ ، فِي بَرْنَامَجْ وَاحَةُ الصِّغَارْ مَعَ أَجْمَلِ الْقِصَصْ وَالْأَسْرَارْ ؛ قِصَّتُنَا اللَّيْلَة بِعُنْوَانْ عَلِيْ الْمُشَاغِبْ وَالْمُعَلِّمَة الذَّكِيَّة كَانَ هُنَاكَ طِفْلٌ اِسْمُهُ عَلِيْ ، كَانَ دَائِمًا يَفْعَلُ الْكَثِيرْ مِنَ الْمَشَاكِلْ أَكْثَرَ مِنْ أَيِّ طِفْلٍ آخَرْ فِي الْمَدْرَسَة .
وَكَانَ عَلِيْ دَائِمًا يُثِيرُ غَضَبَ زُمَلَائِهِ وَيَقُومُ بِتَقْطِيعِ دَفَاتِرِهِمْ وَبِسَحْبِ أَقْمِصَتهِمْ وَيَضْحَكُ بِصَوْتٍ عَالٍ خِلَالَ الدُّرُوسْ ، وَكَانَ لَدَيْهِ طَاقَةٌ لَا نِهَايَةَ لَهَا مِنْ الشَّغَبْ.
حَاوَلَتْ الْمُعَلِّمَة فِي الْمَدْرَسَة التَّحَدُّثْ مَعَ وَالِدِي عَلِيْ لَكِنَّهُمَا أَخْبَرَاهَا أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّغَبْ أَيْضًا فِي الْبَيْتْ وَقَدْ تَعِبَا مِنْ تَنْبِيهِهِ ، وَهُنَا وَاجَهَتْ مُعَلِّمَةُ عَلِّيْ تَحَدِّيًا كَبِيرًا ، وَلَكِنَّهَا لَمْ تَفْقِدْ الْأَمَلَ ، وَقَرَّرَتْ أَنْ تَجْعَلَ مِنْ عَلِيْ طِفْلاً هَادِئًا وَمُهَذَّبًا ، وَذَلِكَ بِأَنْ تُعْطِيْ عَلِيْ فُرَصًا لِيَتَأَقْلَمَ وَيُحِسَّ بِالنَّدَمِ عِنْدَمَا يُؤْذِي أَصْدِقَاءَهُ ، وَشَجَبَتْ سُلُوكَهُ السَّيِّئْ دَائِمًا بِلُطْفٍ وَأَخْبَرَتْهُ بِأَنَّ هَذَا لَيْسَ سُلُوكًا جَيِّدًا .
ثُمَّ ، قَرَّرَتْ الْمُعَلِّمَة اِتِّبَاعَ خُطَّةٍ صَغِيرَةٍ ، مِثْلَ مُسَاعَدَةِ زُمَلَائِهِ فِي حَمْلِ الْكُتُبِ أَوْ مُشَارَكَتِهِ فِي اللَّعِبِ بِشَكْلٍ لَطِيفٍ ، كَمَا كَلَّفَتْهُ بِبَعْضِ الْمَسْؤُولِيَّاتْ بِأَنْ يَرْسُمَ لَوْحَاتٍ بِالْأَلْوَانِ لِتَجْعَلهَا زِينَةٌ لِلْقِسْمِ ، خُصُوصًا أَنَّ عَلِي كَانَتْ لَدَيْهِ مَوْهِبَةٌ كَبِيرَةٌ فِي الرَّسْمْ وَاخْتِيَارِ الْأَلْوَانْ ، وَكَانَتْ الْمُعَلِّمَةُ تُكَافِئُهُ عَلَى مَهَامِّهِ بِإِعْطَائِهِ نُقَطًا حَسَنَة، بَدَأَ عَلِي يَسْتَجِيبُ بِإِيجَابِيَّةٍ لِتِلْكَ التَّحَدِّيَاتْ وَيَشْعُرُ بِأَنَّهُ جُزْءٌ مِنْ مُجْتَمَعِ الصَّفْ .
ثُمَّ ، قَرَّرَتْ الْمُعَلِّمَة تَحْفِيزَ عَلِي بِمُكَافَأَةٍ أُخْرَى عِنْدَمَا يَكُونُ هَادِئًا وَمُهَذَّبًا . كَأَنْ تَهْدِيهْ بَعْضْ الْقِصَصْ الَّتِي يُحِبُّهَا عَنِ الْأَبْطَالْ الْخَارِقَيْنْ .
وَبِمُرُورَ اَلْوَقْتْ ، أَصْبَحَ عَلِي أَكْثَرَ اِنْضِبَاطًا وَأَصْبَحَ يُدْرِكُ أَهَمِّيَّةَ التَّصَرُّفْ بِلُطْفٍ وَاحْتِرَامٍ اِتِّجَاهَ الْآخَرِينَ .
فِي النِّهَايَة، أَصْبَحَ عَلِي طِفْلاً مُهَذَّبًا وَمُفِيدًا فِي فَصْلِهِ ، وَكَانَ لَدَيْهِ اَلْكَثِيرَ مِنْ اَلْأَصْدِقَاءْ .
وَعَلِمَ الْجَمِيعْ أَنَّهُ مِنْ السَّهْلِ تَغْيِيرُ سُلُوكٍ سَيِّئٍ إِذَا تَمَّ تَوْجِيهُ الْجُهُودْ بِشَكْلٍ صَحِيحٍ وَبِمَحَبَّةٍ .
وَأَصْبَحَ عَلِي تِلْمِيذًا مُهَذَّبًا وَمُجْتَهِدًا ، يَحْتَرِمَ اَلصَّفْ وَالدِّرَاسَة ، وَكَانَ الْفَضْلُ فِي ذَلِكَ يَعُودُ لِلْمُعَلِّمَة الذَّكِيَّةِ اَلَّتِي عَرَفَتْ كَيْفَ تَسْتَغِلُّ طَاقَةَ عَلِي الْعَالِيَة وَتَحَوُّلِهَا مِنْ شَغَبٍ وَتَمَرُّدٍ إِلَى طَاقَةٍ إِيجَابِيَّة تَجْعَلُ مِنْهُ طِفْلاً مَحْبُوبًا لَدَى اَلْجَمِيعِ .