خبراء يشددون على ضرورة مواكبة السينما والاعلام للرقمنة وإحداث مدن سينمائية جهوية
شدد باحثون أكاديميون وإعلاميون وسنمائيون على أن السينما والاعلام ضرورتان اساسيتان في تفعيل التسويق الثقافي والحضاري من خلال منصات الثورة الرقمية التي حولت العالم إلى قرية صغيرة، معتبرين أن النقاش حول هذا الموضوع في هذا الظرف الدقيق الذي يقبل فيه المغرب على استحقاقات عالمية وما يرافقها من تحديات كبرى، يؤكد الهاجس الكبير للباحثين والمهتمين والخبراء في مجال الاعلام والسينما لكل هذه التحديات والرهانات.
واستأثر موضوع ندوة “السينما والاعلام” الذي اقترحته جمعية التضامن للتنمية والهجرة، بشراكة مع جامعة محمد الأول، التي احتضنتها قاعة نداء السلام بكلية الأداب والعلوم الإنسانية بوجدة في 30 نونبر 2023، في إطار الدورة الحادية عشرة للمهرجان الدولي للسينما والهجرة – استأثر -باهتمام الأساتذة الجامعيين بنفس الجامعة والذين حضروا وحاضرو بعروض قيمة وبأفق منفتح لهذه الجامعة التي تصنف في مراتب متقدمة ضمن الجامعات الدولية المتقدمة في البحث العلمي، وفي انشطة مختلفة وزاخمة مواكبة لتحديات الرقمنة.
و في نفس السياق، أجمع الأساتذة على أهمية هذه الندوة و انفتاح الجامعة على الجمعيات والمؤسسات الفاعلة في المجال الثقافي والسينمائي والفني عموما والاعلامي أيضا. منوهين بالإشعاع الذي تحظى به الجامعة ومن خلالها الجهة الشرقية.
وأكد مسير الندوة الاستاذ والباحث الجامعي مصطفى السلوي كثيرا على دور رئيس الجامعة الأستاذ ياسين زغلول الذي أعطى أهمية كبيرة للطالب وللبحث العلمي، واهتم أيضا بانفتاح الجامعة على محيطها الخارجي محليا ووطنيا ودوليا.
وناقش المحور”الفيلم الوثائقي بين الإنتاج السينمائي والإعلامي” للدكتور هشام كزوط أستاذ جامعي وباحث في قضايا الإعلام والتواصلي أهمية صناعة الفيلم الوثائقي القصير الذي يستند على أسلوب الابداع، خصوصا مع الرقمنة الخالية التي تفرض أن يكون الفيلم الوثائقي القصير جدا عبر منصات رقمية تراعي ذكاء المتلقي، مشيرا إلى ضرورة التفكير في القضايا التاريخية التي لها امتداد سياسي والمطلوب ترويجها والابداع فيها من خلال الفيلم الوثائقي.
وتطرق محور “السينما في البيئة الرقمية تحولات فرجوية ومآلات وجودية” للدكتور مصطفى المربط أستاذ جامعي باحث في الإتصال والإعلام إلى البيئة الرقمية التي تفرض توفر شروط إنضاج الأفق الفرجوي و إثبات وجوده مع وجود هذه الثورة الرقمية التي جاءت محملة بشروط المفروض احترامها والتكيف معها.
فيما ركز موضوع”السينما وسيلة إعلامية وترويجية” للدكتور الطاهري بلحضري استاذ جامعي على المقارنة بين الإنتاج السينمائي المغربي وباقي الانتاجات الدولية في هذا المجال والتي تسير بسرعة كبيرة، منبها إلى هشاشة الوضع البنيوي للسينما المغربية.
وشدد الاعلامي عبد السلام العزوزي في محور “السينما والثورة الرقمية تحديات وتطلعات”، على أن السينما المغربية تعيش ركودا، لم تستطع أن تكون المؤثر الفعلي في المجتمع كما في صناعة القرار . مضيفا أن المغرب مقبل على استحقاقا ت عالمية، وله بعد استراتيجي في العمق الافريقي.
لذلك يضيف العزوزي، أن المغرب قد يصاب بوعكة “صحية”اذا صح التعبير اذاما لم يكن في مستوى هذه الاستحقاقات والتحديات. فالثورة الرقمية يقول الاعلامي العزوزي “تتطور كل ثانية ومواكبتها يفرض علينا أن نسير حتى نلحق هذا الركب، و البنية التحتية ليست فقط قاعات وانما استراتيجية شمولية. مثل إحداث مدن سينمائية جهوية وإعلامية بمختلف جهات المملكة.
وقال الأستاذ، عمارة يحى أستاذ جامعي بكلية الأداب والعلوم، في محور “الأدبي والسينمائي في ثقافة المهجر”، أن هناك تراجعا لمستوى المدينة فكريا وثقافيا بسبب تراجع السينما، فالخطاب السينمائي يضيف الباحث عمارة، خطاب ضروري لتثقيف المجتمع وتهذيب ذوقه، والسينما تعبر عن الخطاب الدبلوماسي.
و نبه الباحث عمارة إلى أن المغرب ارتكب هفوتين حينما عزل الفلسفة وعزل السينما، ودعا ادارة المهرجان وضع استراتيجية فنية تجعل السينما لا تعيش اعيادها بتنظيم مهرجانات، وانما ان تصبح ثقافة تستهلك بالمدينة، لأن هذه الأخيرة بدأت تستهلك اشياء أخرى، ولا تستهلك الثقافة.
وفي السياق ذاته، نوه السينمائيون خلال تدخلاتهم عقب النقاش المفتوح بمداخلات الأساتذة والخلاصات التي استنتجتها الندوة بمحاورها الخمس، مشيدين بأهمية المسالك الجديدة التي أحدثتها جامعة محمد الأول مثل “مسلك علوم الإعلام والتواصل الاستراتيجي” و”ماستر الصحافة والإعلام الرقمي “بالإضافة إلى “مسلك الصناعات الثقافية والفن السينمائي”.
.