استثمار كبير لموانئ دبي العالمية في مينائي الداخلة والناظور
تخطط موانئ دبي العالمية، ثالث أكبر مشغل للموانئ في العالم، للاستثمار في موانئ الداخلة الأطلسية والناظور غرب البحر الأبيض المتوسط. ويشهد هذا القرار، الذي أُعلن عنه يوم 4 دجنبر بأبو ظبي، على الشراكة التاريخية بين المملكة المغربية والإمارات العربية المتحدة. تمثل هذه المبادرة المربحة خطوة مبتكرة لكلا البلدين.
يعد مشروع ميناء الداخلة الأطلسي أحد أهم مشاريع البنية التحتية الجاري تنفيذها.
وتم إطلاق هذا المشروع الطموح يوم 6 نونبر 2015 بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، ويمثل استثمارا بقيمة 12,6 مليار درهم.
وهدفه الرئيسي هو تعزيز موارد المنطقة من خلال تطوير البنية التحتية للموانئ والمساحات الصناعية المحلية. ومن شأن ذلك أن يحسن ظروف القدرة التنافسية، وخاصة في قطاع صيد الأسماك.
ويهدف هذا المشروع إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والصناعية للمنطقة، من خلال تعزيز قطاعات التجارة والتعدين والزراعة. كما يهدف إلى تزويد المنطقة بأداة لوجستية مبتكرة تتماشى مع طموحاتها التنموية، من خلال ربطها بشبكات الطرق بالمغرب، من الشمال إلى الجنوب، عبر الطريق السيار التي تربط طنجة بالحدود الموريتانية.
وعلى المستوى الدولي، يهدف هذا المشروع إلى تعزيز الاتصال بين موانئ غرب إفريقيا الواقعة جنوب خط الاستواء (نواكشوط، داكار، أبيدجان، إلخ) وميناء طنجة على البحر الأبيض المتوسط. كما يسعى إلى إقامة اتصالات مع موانئ شمال غرب أوروبا. وعلى المدى الطويل، يهدف هذا المشروع إلى تطوير العلاقات مع الأمريكيتين وإنشاء روابط مع آسيا.
وأخيرا، يهدف إلى تسهيل الترابط بين الدول الساحلية الإفريقية والمحيط الأطلسي من خلال إنشاء طريق بري مخصص خصيصا لتصدير مواردها من الطاقة والموارد الزراعية والمعدنية.
أما ميناء الناظور غرب المتوسط، الذي انطلق العمل فيه سنة 2016، فهو يندرج في إطار الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع النقل واللوجستيك بالمغرب. ويتمثل هدفها الرئيسي في تعزيز العرض المينائي المغربي في منطقة البحر الأبيض المتوسط والاستفادة من موقعه الجغرافي الاستراتيجي على مضيق جبل طارق لجذب جزء من الحركة البحرية العالمية. وبالإضافة إلى ذلك، يهدف هذا الميناء إلى ضمان توريد منتجات الطاقة إلى المغرب من أجل ضمان الأمن الدائم. وأخيرا، سيساهم في مكافحة الفوارق الاقتصادية والاجتماعية بجهة الشرق من خلال تعزيز التنمية الديناميكية.
ومن شأن هذه الشراكات الاقتصادية الاستراتيجية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة أن تعزز العلاقات بينهما، من خلال الاستثمار في تطوير وإدارة موانئ الداخلة الأطلسية والناظور غرب البحر المتوسط، ومن خلال إقامة تعاون استراتيجي مع موانئ دبي العالمية، ثالث أكبر مشغل للموانئ في العالم، ستعمل هذه المبادرة الناجحة على تمكين موانئ دبي العالمية من خلال تعزيز قدرات التحميل والتخزين.
ونقل البضائع الأفريقية إلى الأسواق العالمية، مع تسهيل استيراد البضائع من غرب إفريقيا.
وسيسهل تطوير روابط فعالة بين موانئ موانئ دبي العالمية في شمال غرب أوروبا والأمريكتين وغرب إفريقيا.
وسيساهم هذا النهج في خلق فرص عمل جديدة وإنشاء مناطق صناعية حرة مخصصة. كما سيتم بناء مستودعات متخصصة لتخزين النفط والغاز، مما يعزز القدرات اللوجستية للبلاد. وفي الوقت نفسه، ستؤدي هذه الديناميكية إلى استقرار وجود الشركات الأجنبية على الأراضي المغربية وتعزيز تطوير وسائل النقل، مما سيفيد تقدم الشركات الصناعية بجميع أحجامها. وبالتالي، سيستفيد المغرب من التمويل الكبير لتطوير البنية التحتية للموانئ وضمان التنمية الاقتصادية.