الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة تكرم الصحفي الكبير البوسرغيني وتتوج صحافيين متميزين+فيديو
تم تكريم الصحافي والكاتب الكبير عبد السلام البوسرغيني أمس الجمعة في حفل الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، وهي لحظة اعتراف من الجسم المهني والوزارة المعنية بالإعلام والتواصل بهذه القامة الصحفية كما باقي من تم تكريمهم في هذه الأمسية التتويجية التي تعتبر محطة مهمة في مسار الصحفي وهو يقطع دربا شاقا وعتيا إلا على العصاميين الذي يقبضون على مهنة المتاعب كما يقبض على الجمر.
والصحفي مولاي عبد السلام البوسرغيني الذي عايش ثلاثة ملوك، وسافر مع الراحل أب الأمة الملك محمد الخامس، وعاش أحداثا وطنية كبرى، هو ضمن العصاميين بامتياز، حيث ولج مهنة الصحافة سنة 1957، وكانت جريدة التحرير من احتضنته صحافيا مناضلا يتلمس درب عشق خاص فيه من الأشواك ما لم يستطيع المرور منه إلا من يتسلح بالصبر وبالعلم والمعرفة. هناك خبَر البوسرغيني درب السياسة والصحافة مع الزعيم عبدالرحمن اليوسفي وتشرب من روح الوطنية ودافع عن حرية الرأي والتعبير عبر صحف اليسار(الاتحاد الاشتراكي)، وبعدها صحيفة رسالة الأمة التي اطلقها الراحل المعطي بوعبيد سنة 1983 واختار لقيادة تحريرها الصحفي عبدالسلام البوسرغيني، ما أعطاها نكهة يسارية في بعد رؤيتها وعمق تحريرها الذي كان مهادنا ينشد التوازن في تغطية الأحداث الوطنية. هو ما كنت أستشفه من خلال ممارستي المهنية في بدايتها في العام 1988 مع رسالة الأمة، كمراسل لها من فاس العالمة، وتتبُّع توجيهات استاذي أنذاك عبد السلام البوسرغيني وعبد القادر شبيه، والعديد من صحافيي رسالة الأمة الكبار خلال تلك الفترة التي امتدت لسنوات.
الصحفي الكبير عبدالسلام البوسرغيني الذي لم يحصل على شهادات عليا في الجامعات، حصل على شهادات معتبرة في مجال تخصصه، حيث برز قلما صحفيا كبيرا ومميزا في متابعة الأحداث الكبرى للمغرب وللوطن العربي، وراكم تجربة وعلما وفيرا مليئا بالأحداث وبالأسماء وبالتجارب سلاحه في ذلك شغفه بالعلم والمعرفة والاطلاع الواسع على ما يجري من حوله من خلال لقاءاته مع شخصيات متنوعة وصناع القرار إن على المستوى الوطني أو الدولي.
وفي نفس السياق، لابد من أن أشير إلى التتويج الذي حصلت عليه زميلتي رشيدة أبومليك في أمسية الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة في صنف الصورة عن الجريدة الإلكترونية “العمق المغربي”، لأنه الصحافية رشيدة أبومليك هي بدورها عصامية تدرجت بثبات وهي تلج أول مرة رحاب صاحبة الجلالة؛ مهنة المتاعب سنة 2005، حين استقبلتها “أسبوعية السلام” التي كان يديرها الصحفي عبدالسلام العزوزي، قادمة للتو من رحاب الجامعة، وأبانت عن شغفها بالصحافة ونبل أخلاقها.
كانت تلك هي أول الخطو وعين “رشيدة” على أفق أرحب وطموح غير محدود، إذ، انتقلت بعدها لتشتغل في “جريدة التجديد”، ثم وكالات أجنبية، بعدها تحط الرحال الأن في “العمق المغربي” لتغوص معه في فنية الصورة ودرب العين اللاقطة المتميزة، حاضرة في الأحداث الكبرى بقوة الصورة وتأثيرها، ومع كل هذه المراحل كانت الاعلامية رشيدة أبو مليك تطور كفاءتها في معاهد متخصصة في مجال الاعلام. وما تتويجها بهذه الجائزة الكبرى إلا عن أهم حدث عرفه المغرب خلال هذه السنة، هو حدث الزلزال المدمر لمناطق الأطلس.
وفي السياق ذاته، أعلنت لجنة تحكيم الدورة الـ 21 للجائزة الوطنية الكبرى للصحافة، مساء أمس الجمعة بالرباط، عن أسماء الفائزين في مختلف أصناف الجائزة، وذلك خلال حفل حضره وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، عواطف حيار، وشخصيات من عالم الثقافة والفن والأدب والإعلام.
ومنحت الجائزة التقديرية، التي تمنح لشخصية إعلامية وطنية ساهمت بشكل متميز في تطوير المشهد الإعلامي الوطني وترسيخ المبادئ النبيلة للمهنة، إلى أربعة شخصيات هم الراحل عبد الكريم الموس، مدير الإعلام الأسبق بوكالة المغرب العربي للأنباء، والمدير السابق لإذاعة العيون الجهوية، أحمد الهيبة ماء العينين، والصحفي مولاي عبد السلام البوسرغيني، والمدير المركزي للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، العلمي الخلوقي.
وعادت جائزة التلفزة للتحقيق والوثائقي، إلى الصحافي بقناة الرياضية عبد الهادي رازقو عن عمله “الحالمون” الذي وثق المسار الاستثنائي لأسود الأطلس خلال كأس العالم 2022 في قطر.
وآلت جائزة الإذاعة مناصفة إلى الصحافية بالإذاعة الدولية سلمى السعيدي عن عملها “الأندلس المسلمة”، والصحافي بالإذاعة الوطنية داوود علوان عن عمله “أصيصنك.. أو لغة الصفير بالمغرب”..
ومنحت جائزة الصحافة المكتوبة، للصحافي الحسن أيت بيهي عن أسبوعية الأيام عن عمله “آهات من زلزال الحوز”.
أما جائزة الصحافة الإلكترونية، فكانت من نصيب الصحفية بجريدة “هسبريس” الإلكترونية، سكينة الصادقي، عن عملها “هسبريس تكشف خيوط عشر سنوات من تدبير المغرب لملف المهاجرين الشائك”.
وفي صنف “صحافة الوكالة “، عادت الجائزة للصحافي بوكالة المغرب العربي للأنباء، عبد الحكيم خيران، عن عمله “مونية زمامو تجري الرياح بما يشتهي ابتكار الموهبة الخضراء”.
وعادت جائزة صنف التحقيق الصحفي إلى الصحافي بالقناة الثانية المهدي الأقدري عن عمله “التسول الاحترافي”.
أما جائزة الإنتاج الأمازيغي، فقد آلت مناصفة للصحفيين بقناة الأمازيغية، محمد الغازي عن عمله “عيد الشباب التزام ملكي بقضايا جيل المستقيل”، ونادية السوسي عن عملها “قصص إنسانية لناجين من زلزال الحوز”.
وفاز بجائزة الإنتاج الصحفي الحساني مناصفة، كل من علي الكبش عن إذاعة العيون عن عمله “عيد العرش المجيد الولاء الثابت والعهدالمتجدد”، والصحافي عن قناة العيون عياد السبتي عن عمله “خاص عن الزراعية الملحية”.
كما نالت وكالة المغرب العربي للأنباء، ولأول مرة، “جائزة الصورة” برسم هذه الدورة في شخص المصور الصحفي بوجمعة الزيدي، وذلك عن استطلاع مصور حول الجهود التي بذلتها القوات المسلحة الملكية لإغاثة ضحايا زلزال الحوز. وفاز بوجمعة الزيدي بهذه الجائزة مناصفة مع الصحفية المصورة، رشيدة ابومليك، عن الموقع الإخباري “العمق” عن استطلاعها المصور “زلزال الأطلس الكبير”.
وفي ما يتعلق بجائزة الكاريكاتير، فقد قررت لجنة التحكيم حجب هذه الجائزة لعدم استجابة الترشيحين المقدمين للشروط المطلوبة.
وتميزت هذه الدورة بتكريم خاص لمراسلي وسائل الإعلام الأجنبية المعتمدين بالمغرب، تقديرا لمهنيتهم على مدى سنوات عديدة. لاسيما مديرة مكتب مجلة “سيدتي” سميرة مغداد، ومراسل وكالة أسوشيتد برس في المغرب حسن المحمدي العلوي، ومدير مكتب قناة الجزيرة القطرية في المغرب، عبد المنعم العمراني.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد مهدي بنسعيد، في كلمة بالمناسبة، أن الوزارة تبذل منذ إحداث هذه الجائزة سنة 2003 جهودا معتبرة لضمان المنافسة الشريفة ومبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الصحافيين، بدءا من استقبال الترشيحات إلى تعيين أعضاء لجنة التحكيم، المشهود لهم بتجاربهم وخبرتهم، الذي يضطلعون بعملهم بكل استقلالية وحرية وفقا للمعايير المهنية.
وأشار الوزير، في هذا الصدد، إلى أن قطاع الإعلام والصحافة شهد تحولات كبيرة في السنوات الأخيرة، لافتا إلى أن الوزارة حريصة على إطلاق عدة مشاريع تهدف إلى تطوير وسائل الإعلام من أجل تعزيز حضورها على الساحة الدولية وتعزيز السيادة الإعلامية.
كما أكد أن الوزارة ستواصل انخراطها في إصلاح قطاع الإعلام والصحافة، من أجل الاستجابة لتطلعات المواطنين وتوطيد الريادة الإقليمية والقارية للمغرب في جميع المجالات تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
من جهته، أشاد رئيس لجنة تحكيم الدورة الحادية والعشرين للجائزة، محمد الهيتمي، بغنى المشاركات المتنافسة على جوائز الدورة، مشيرا إلى أن المواضيع التي هيمنت على الترشيحات تركزت على زلزال الحوز وعلى إنجاز المنتخب الوطني لكرة القدم في كأس العالم 2022 في قطر.
وتوزعت الترشيحات للجائزة برسم هذه الدورة، على أصناف التلفزة (11 عملا) والإذاعة (14 عملا) والصحافة المكتوبة (22 عملا) وصحافة الوكالة (تسعة أعمال)، والصورة (ستة أعمال)، والرسم الكاريكاتوري (ترشيحان).
وفي ما يتعلق بتوصيات لجنة التحكيم، دعا الهيتمي إلى الرفع من عددا الجوائز الممنوحة مناصفة إلى أربعة، واستحداث جائزة للصحفيين الشباب ذوي خبرة أقل من خمس سنوات، وجوائز للمهن الجديدة المتصلة بوسائط الإعلام مثل “مدراء المجتمع” ومصممي الجرافيك والوسطاء.