“والزمان منا براء”!!
بقلم الدكتور عبدالكريم الوزان
كثيرا مايتردد الى أسماعنا أن مايحصل لنا من سوء هو بسبب الزمان “السيء” ، في إشارة إلى أحداث أو وقائع غير محمودة أو خطيرة وهكذا .الواقع إن الزمان لاعلاقة له بما يقدم عليه الانسان، فالأخير هو المسؤول بحكم عوامل عديدة منها : غياب الوعي الفكري، وتدني المستوى الأخلاقي، وانعدام القيم، وضعف الإيمان، واحتدام النزاع على المصالح، والسعي للهيمنة، واختلاف ميزان القوى، وتفوق عامل التكنولوجيا، والاتجاه نحو التحالفات من أجل تحقيق أهداف قد تكون استعمارية بحكم البون الشاسع في التقدم العلمي والأمن والاستقرار.
اذن الزمان هو نفسه الزمان لكن طباع وسجايا البشر تتغير باستمرار وفقا لما ذكرنا ، وبهذا يتحتم أن نعيد النظر بسلوكياتنا، وأن نتطلع نحو ترسيخ المبادىء الإيجابية التي جبلنا عليها، وان ننأى عن الأطماع والمصالح والنزعات الشريرة، ونجنح دائما للسلام في كل مانقول ونعمل.
رحم الله إمامنا الشافعي وهو القائل :
نعـيـب زمـانـنا والـعـيب فـيـنا
ومـــا لـزمـانـنا عــيـب سـوانـا
ونـهـجو ذا الـزمان بـغير ذنـب
ولـو نـطق الـزمان لـنا لـهجان
افـدنـيـانـا الـتـصـنع والـتـرائـي
ونــحــن نــخــادع مـــن يــرانـا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب
ويــأكـل بـعـضنا بـعـض عـيـانا
لـبسنا لـلخداع مسوك ضأن
فـــويـــل لـلـمـغـيـر إذا أتـــانــا