أخبارالرئيسيةالعالم

شريط يوثق لأشغال منتدى الأعمال المغربي -الأذربيجاني+ فيديو

الحدث الافريقي- عبدالسلام العزوزي

تشهد العلاقات المغربية الأذربيجانية تطورا ملحوظا منذ اعتراف الرباط باستقلال هذه الأخيرة في العام 1991، وتعيين سفراء البلدين في كل من الرباط وباكو سنتي 2008/2007 على التوالي، وبالرغم من بعد المسافة بينهما يبقى منسوب حرارة هذه العلاقات في ارتفاع متواصل لارادة البلدين في تعزيزها أكثر لترقى إلى مستوى تناغم البلدين في العديد من القضايا السياسية الاقليمية والدولية التي يتقاسمان فيها معا نفس الرؤى والبعد الاستراتيجي طويل النفس.

أذربيجان التي تجمع بين قارتي أوروبا شرقا وآسيا غربا، يمكنها هذا الموقع الاستراتيجي على بحر قزوين من لعب دور ريادي سياسيا واقتصاديا، وفي المقابل يربط المغرب قارتي أوروبا وأفريقيا، ويمكنه موقعه الاستراتيجي على البحر الأبيض المتوسط وتوفره على ميناء متوسطي ضمن أهم الموانئ على الصعيد العالمي، حيث تمر التجارة الدولية منه مرورا نحو شمال اوروبا أو جنوب أفريقيا والشرق الأوسط. ما يفرز نوعا من التوازن فيما بين البلدين جغرافيا واستراتيجيا.

و الشريط الوثائقي الذي أنتجته سفارة أذربيجان بالرباط و أخرجه الإعلامي شعيب بغادى، يبرز جانبا من تطور العلاقات الاقتصادية بين البلدين من خلال استعراض مناخ انعقاد منتدى الأعمال المغربي- الأذربيجاني الأول الشهر الماضي بحضور عدد كبير من الفاعلين الاقتصاديين من كلا البلدين، وأيضا مسار العلاقات المغربية الأذربيجانية وتطورها المتواصل على شتى المستويات السياسية والاقتصادية والتجارية.

و خلال هذا المنتدى تم توقيع مذكرتي تفاهم حول العمل المشترك والطويل الأمد بشأن تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيز تعاونهما في مجالات الاستثمار والتجارة والاقتصاد. و تم الاتفاق أيضا على زيادة التبادلات التجارية التي ما زالت متواضعة، حيث وصلت في حدود 50 مليون دولار فقط، لترتقي لمستوى إمكانات البلدين وجودة علاقاتهما السياسية.

وأُبرمت هذه الاتفاقيات في إطار الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الثنائي تحت رئاسة وزيري خارجية المغرب وأذربيجان، بعد انعقاد الدورة الأولى بالعاصمة باكو في مارس 2018، والتي تم خلالها إبرام اتفاقيات شملت التعاون في النقل والدراسات البحرية والاصلاح الضريبي والقضايا الأمنية، كما اتفق الطرفان حينها على تعميق التبادلات من أجل تطوير التعاون الثنائي في مجال اللوجستيات والموانئ.

و في نفس السياق، شكلت اجتماعات اللجنة المشتركة، الأولى والثانية، قفزة نوعية في علاقات البلدين التي تعود إلى عام 1991؛ وهو تاريخ اعتراف المغرب باستقلال أذربيجان، ثم إقامة علاقات دبلوماسية بينهما في عام 1992، وبعد ذلك لقاء الملك الحسن الثاني، بالزعيم الأذربيجاني آنذاك حيدر علييف، بمناسبة انعقاد القمة الإسلامية بالرباط في 1994.

وشهدت العلاقات بين البلدين تطوراً في عام 2007 بتعيين أذربيجان أول سفير لها في الرباط، وقرار المغرب في 2008 بتعيين سفير له في باكو، مما مهد لانطلاقة جديدة في مسار العلاقات الثنائية سياسياً واقتصادياً.

وتوحي الاتفاقيات الموقعة والنيات المُعلنة وأهمية الوفود المشاركة وتصريحات المسؤولين من الجانبين المغربي والأذربيجاني، بوجود رغبة مشتركة في فتح آفاق جديدة للعلاقات الثنائية تتجاوز مجالات التعاون التقليدية، وترتقي إلى مستوى شراكة صلبة ترسخها المصالح المشتركة.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button