كنا يافعين حين حلت أزمة الخليج و الإجتياح الامريكي للعراق ، يومها قيل لنا أن من علامات انتصار صدام حسين ان كل من فتح القرآن الكريم على سورة البقرة سيجد بها شعيرة ( زغبة ديال الشعر ) !!!!
صدق كثير منا هذا الوهم والوعد بالانتصار حين وجد كثيرون الشعيرة في المصحف بين صفحات سورة البقرة .
الحكاية وما فيها ان سورة البقرة اطول سور القرآن الكريم وطبيعي ،وإحتمال كبير ،ان تسقط شعرة من رأس قارئ القرآن . هذا كل ما في الامر .
عندما وقعت نازلة دخول حماس الى مناطق تحت الإحتلال الاسرائيلي ،تم تسويق الأمر على انه إنتفاضة الاقصى . قلنا ساعتها إن الامر في حقيقته عملية فدائية ضد المحتل الغاشم ،و نتائجها ستكون باهضة على الفلسطينيين العزل امام كيان دموي لا يعرف غير لغة القصف .
إتهمونا بأننا مطبعون خونة و إنهزاميون .
واقع الحال اليوم بعد أسابيع دامية في قطاع غزة يظهر حجم الخسائر ،فمليون فلسطيني هدمت بيوتهم وتم تهجيرهم قصريا الى الخيام في الجنوب في واحدة من المآسي الإنسانية تنضاف للاجئيين السوريين الذين نسيتهم الجماهير على حدود تركيا .
الدبابات الإسرائيلية تتجول وتخترق القطاع و كل يوم تتقدم في العمق ووصلت إلى الجنوب . هذه حقيقة لا تفند ما يصدر من بيانات عن ما يلحقه رجال المقاومة من خسائر في العتاد و جنود الإحتلال .
لكن هل هذا يعتبر كافيا للحديث عن إنتصار موعود ؟
مؤكد ان الحقيقة المؤلمة ان الاحتلال ماض في مخططه اثناء إعلان الحرب بطرد حماس من غزة .
وفي نفس الوقت نؤكد بلا خطابات بيع الوهم ان المقاومة حتمية يفرضها تواجد الإحتلال ،وكلما كان هناك مستعمر ،كلما كانت هناك مقاومة . اليوم حماس وغدا كل الشعب الفلسطيني…
قناة الجزيرة لازالت تبيع الوهم لمتتبعيها ،و يكفيك القيام بجولة في مختلف القنوات الإخبارية العالمية لتتكون عندك صورة واضحة عن مختلف الروايات والوقائع والقراءات.
قلوبنا مع الضحايا ،و دعواتنا للشهداء بالرحمة. ولو كان الدعاء يكفي للإنتصار فنحن في كل صلواتنا ندعو الله ان ينصر كل مظلوم على كل ظالم .
لكن عقولنا لا تجعلنا نغمض أعيننا عن الواقع الذي يرسم تفاصيل مأساة إنسانية ابطالها أشلاء الاطفال و النساء ،وعنوانها إبادة جماعية وجريمة حرب مهما كانت إنتصارات حماس في إشتباكات قد تؤلم الكيان الاسرائيلي لكنها لن تقتله ولن تقضي عليه ولن تحرر الارض .
فهل تعتبرون؟