بقلم/ د. عبدالكريم الوزان
أن يكون أحدنا انساناً فإنه يعني الشيء الكثير: السلام والمودة والرحمة والرقي والحضارة والبناء والتقدم والشجاعة والعدل مع السعي الدؤوب للتغيير الإيجابي.
ياترى ودون أن أكون سوداويا أو متشائما: هل يحمل العالم الذي نعيشه اليوم هذه المواصفات؟
ماأراه مزيدا من الشر والأطماع والحروب والنفاق والإنفلات والفساد والتزييف والجحود ونكران الجميل.
بلاشك تكمن الأسباب في البشر أنفسهم بسبب عوامل كثيرة منها: التباين في عامل التكنولوجيا ونوعية وحجم التحالفات، والضغائن والأحقاد التأريخية والعرقية يقابلها في الطرف الآخر تراجع وانغماس بإمور دنيوية، وابتعاد عن الدين والقيم والعقيدة وتناسي التأريخ المشرق. بيد أنني أجد مايمكن أن يعمل على موازنة الأمورعلى أقل تقدير. فلو تأملنا جيدا سنجد أن الإعلام والرأي العام قادران على تحقيق هذا الهدف.
اليوم بحكم العالم الاتصالي المفتوح في ظل التطور التكنولوجي الهائل وارتفاع معدل الوعي والمعرفة لدى الشعوب وتلاقيها في استخدام وسائل الاتصال والإعلام كافة ، يمكن خلق رأي عام محلي ودولي ظاهر وفعال غير ساكن ودائم، يتقد باستمرار فيكون بمثابة المطرقة التي تنهال على الأشرار والطغاة بعد تعريتهم ومحاكمتهم علنا أمام الشعوب. عندها لن ينفعهم جبروتهم ولاسطوتهم. لكن هذا لن يتحقق مالم يكن كل فرد فينا متحليا بالقيم الإنسانية، وحينها يستحق أن يكون انساناً!!.